رواية الفندق الجديد
الفصل الخامس
حسن أبوقباعة المجبري
عُمال الفندق الجديد
تنتاب الحاج أنور في كثير من الأحيان، حالة مفرطة من الإعجاب بنفسه، فيتولد عنها لديه شعوراً بالعظمة بعد موجة فرح وغبطة وسرور، جراء وصوله إلي تحقيق هدف جديد ، كان قد خطط له ووصل به إلي مرحلة من الإنجاز.
فها هو (الحاج أنور)، يجوب الفندق ركضاً تارة ومشياً تارة أخري، مُتيقناً بأن لا أحد يراه في تلك اللحظات سوي (مصباح ) الذي بدأ يتردد علي الفندق الجديد ، منفذا لرغبته.
فلقد تمكن من الاطمئنان علي وصول ( ماجدة) إلي القاهرة ، ورد بعض من المواقف النبيلة التي كان يتلقاها من عائلة صديقه ( الأستاذ فوزي ) في السنوات الماضية ،فأعتزم استكمال طريقه في كيفية دفع فدية لإطلاق سراح ( الأستاذ فوزي ) ، من براثن سجون حكومة المجلس الانتقالي .
لقد شاهد كيف عمت الفرحة عيون أفراد العائلة جراء مافعله تجاههم.
..طقوساً غريبة تحدث جراء خفة دم نادرة، والتي تطبع بها منذ نعومة أظافره ، كان يهرول بخفة دم بين سلالم الطوابق السبعة لفندقه الجديد ، مرددا بأعلى صوته :
“ننقلي الحمد لله ياربي” ” ننقلي الحمد لله ياربي” متناغمة مع تقبيل يديه وجها وظهرا ، بعد كل حركات هرولة كان يقوم بها.
وكلما وصل إلي طابق من الطوابق السبعة كان يتدخل ( مصباح ) مقترحاً :
هنا كبار النزلاء سيكونون سعداء بتسكينهم في الطابق العلوي ، اعتقد أنهم سيسرون بأمكنة أقل ضجة، فلا يجوز أن توطن الفلاسفة أو الأجانب السواح القادمين من دول العالم المتطور بين بقية النزلاء العاديين، فالطابق السابع المطل علي البحر هو الأنسب لهم .
– الحاج أنور باللهجة العامية الليبية :
توا فيه فلاسفة وسواح في ها لوقت يا ( مصباح )؟
– وأضاف ساخرا مقهقهاً :
ومن وين نلقوا السواح والفلاسفة وسقراط وزيكو ومارادونا؟
– مصباح :
ما أعيه يا حاج أن هناك نوعاً من الناس ، متميزون، فقد يكونوا أصحاب تجربة حياتية ضخمة وناجحين مثل حضرتك، فيحتاجون الي أمكنة بها مناخاً يسوده الهدوء ويصلح لتوطيد العلاقات الراقية، فلا يجوز أن ندع نزلاء عاديينيحملون عقولا عادية، لتحيط بهم، فقطعاً ستحدث مشاكل ( كالنقد تجاههم ومراقبتهم وتتطور إلي النميمة من خلفهم والدسيسة، وحتي الإيذاء بسرقتهم ، والحسد والاستكثار علي النعم التي يتمتعون بها ، الخ ).
– الحاج أنور ساخرا باللهجة المصرية :
دكتور فنادق حضرتك ؟
– وأردف قائلاً:
أستمر يا(مصباح ) نورني، وريني كيف نتعرف علي مستوي معيشة وفكر وعقلية الزبائن القادمين لإيجار الغرف في فندقي الجديد ؟.
– مصباح :
ببساطة يتم كل ذلك عن طريق اختلاف الأسعار ونوعية الخدمات التي سوف يقدمها الفندق لزبائنه، فهي ستحدد بشكل كبير قدرة النزلاء علي اختيار القيمة، وبالتالي نوعية الغرف والطوابق بالدرجة الأولي، وكذلك عن طريق توظيف عاملاً موثوق بصدقه، فتجعل منه مخبراً سرياً يقدم لك تقريراً يومياً أو أسبوعياً، لينقل لك ما يدور في كواليس طوابق الفندق السبعة أولاً بأول.
أصغي (الحاج أنور) لما يقدمه (مصباح ) من فكراً باهتمام شديد.
…..فالبدروم يصلح كمخزن والغرفة التي تقع بجانب المدخل الجنوبي مناسبة جدا (لـلمسكين علي) فهي بعيدة عن أعين النزلاء ونستطيع أن نهتم بـه داخلها، وقد تتحسن حالته الصحية فيستطيع الخروج والدخول من الفندق متي شاء دون أن يلاحظه أحد، وكذلك البدروم يؤدي الي غرفة الصلاة والتي ستوفر له المكان الملائم، ليتلوا آيات من الذكر الحكيم التي يُحسن تجويدها وسنستمتع بصوته الجميل اذ ما جلسنا في صالة الاستقبال حينها.
الطابق الأول سيكون مناسباً للنزلاء الراغبين في السكن في غرف بالفندق من شريحة العُمال والطلبة،أقصد.. من هم لا يحملون شهادات علمية ويكون سعر حجز غرفه لليلة واحدة في هذا الطابق في متناول الجميع، فهم يحملون عقولا وفكرا عادياً، وهم في الغالب عُقلاء، فالعاقل من صفاته القناعة، وفكره سيكون ثابت، في اغلب الظروف ومخرجاته مكررة ومحدودة سواء أكانت ايجابية أو سلبية.
ولكنه لن يستوعب بعض ما يصدر عن عقليات غامضة، كعقليات من أشرت عليك بتسكينهم في الطابق العلوي، فسيكون جاهلاً لنمطية حياتهم،وتفكيرهم ، لذلك من الأفضل أن تقلل من فرص الالتقاء ببعضهم البعض، بتسكينهم كالخليط دون تنظيم .
والطابق الثاني سيكون مناسبا لنزلاء من شريحة متوسطة فهم الأذكياء الميسوري الحال ،ويكون سعر الليلة الواحدة بهذا الطابق اعلي قليلا من سعر الغرفة في الطابق الأول وأقل من الثالث وهكذا.
أما الطابق الثالث سيكون مُلائماً لعقلية يحملها الشخص اللبيب، فهو أكثر ذكاء من الشخص الذكي، فهو سريع البديهة يغلب عليه استعمال لغة الإشارة، ولا يتكلم إلا بالمختصرات في اغلب الظروف وهو شخصية رائعة، إذا لم ينحرف بعقله إلي منحي الدهاء الفكري.
ثم قاعة للأكل فهي في منتصف الطوابق، وتناسب حركة الجميع.
… وهمَ بالتحدث عن الطابق الرابع فتدخل ( الحاج أنور ) بالقول :
الطابق الرابع خصصته لعائلتي والأقارب يا ( مصباح ) فهو مناسب جدا لهم .
– وأكمل مصباح ) تسلسل أفكاره المُعلنة:
والطابق الخامس للمفكرين والمثقفين ورجال الأعمال والإعلاميين وخطاب المساجد والمعلمين وا .. وا
وفي هذا الأثناء جاءهم صوت ( المسكين علي ) يتلوا في آيات قرآنية أخري من سورة القمر هذه المرة ويقول :
…فتدخل (الحاج أنور) بتغيير مجري الحديث، و ليوقف استرسال مقترحات (مصباح ) الصعبة الفهم بإشارة من يده وعينه يقترح بها عليه أن يجلسوا منصتين .
﷽
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ (7) مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (19) تَنْزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (22) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26) إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (28) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (32) كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (35) وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36) وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (37) وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (39) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (40) وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41) كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ (42) أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46) إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50) وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)
صدق الله العظيم
وبعد أن غادر ( المسكين علي ) المكان إلي البدروم من جديد، أستأنف (الحاج أنور ) حديثه .
– الحاج أنور :
يا( مصباح ) هيا قبل ما يرسل علينا ربنا صيحة من البر أو من البحر ،اتخلينا كالهشيم المحتضر ، كيف ما حذرنا الآن (المسكين علي ) بآيات الله ، هيا.. هيا نبيك توا تنشر لي إعلان عن رغبتي في توظيف عُمال وموظفين لتوظيفهم ، بشرط اجتياز المقابلة الشخصية بمكتبي بالفندق،وبعد مدة نبيك تنشر إعلان أخر عن موعد الافتتاح .. فشنو عندك من أفكار؟.
– مصباح يرد مُعقبا أولاً :
وأنت الصادق يا حاج ح يرسل علينا ربنا من البحر صيحة حوت مثلا ،يجعلنا كالهشيم المحتضر.
….قالها مصباح دون أن يدري بأنه يتنبأ بصيحة حوت يسمعها كل سكان الكرة الأرضية عام 2019 ومن بعدها يعم الأرض موجة وباء سيسمي وباء فيرس كورونا سيفتك بأعداد كبيرة من سكان الأرض.
ثم أردف :
أنت عارف يا(حاج أنور) أن الوقت غير ملائم لنشر إعلان في التلفزيون، أو في الراديو، فالناس مُنخرطة في مجريات التغيير، لكن فيه شيء يدعو للتفاؤل، فلقد لفت انتباهي أن هناك نشرات و مطويات ورقية توزع عند مفترقات الطرق وعند محكمة الشمال، وأنا أقترح عليك أن نعمل مطوية فيها الإعلان المطلوب نشره ،ونبدأ بتوزيعها بشكل مُنظم عن طريق اثنين من الأولاد يرتدون لباساً يحمل شعاراً للفندق الجديد، وكذلك عن طريق تضمينها داخل ثنية أي صحيفة صادرة، بالاتفاق مع أكشاك ومكتبات بيع الصحف الدورية، فلقد تكاثرت الصحف مع أحداث التغيير ولقد فاق عددها سبعون صحيفة حتي شهر يوليو الحالي.
– الحاج أنور :
فهمتك يا (مصباح ) ،ومع أنه هناك تعقيدا في فهم وتطبيق أفكارك لكني سأحاول تطبيق بعض منها تدريجيا …
– وأردف قائلاً:
تمام ، تمام، تمام ،يا (مصباح )هي علي بركة الله ، اتفقنا يا (مصباح).
… في غضون أسبوع واحد فقط ، قام ( مصباح ) بتجهيز مطوية الإعلان التي طلبها منه
(الحاج أنور)، فلقد تم طباعتها بالكمية الملائمة، ثم فكر في اختيار أثنين من الأولاد اليافعين لتوزيعها بانتظام وبكميات يومية محسوبة وفي أمكنة مختلفة ،ولم يجتهد كثيرا، فلقد وجد ضالته بسرعة ، فوقعت عيناه على ولدين مراهقين يقومان ببيع زيوت السيارات عند منطقة جزيرة دوران سوق الجمعة وهي آخر مساحة من مساحات منطقة الصابري العريق .
ترجل (مصباح ) من سيارته تجاههم وعرض عليهم الأمر، وأقنعهم بأن توزيع المطويات أفضل كثيرا من بيع الزيوت المُهربة، فوافق ( وليد وربيع ) بسرعة خصوصا عند رؤية القمصان المزركشة والتي تحمل شعارات الفندق والتي سيحضون بارتدائها دون سائر الأولاد .
بدأ توزيع المطويات ،فانهالت المكالمات علي ( الحاج أنور) ،مستوضحة مواعيد المقابلات.
…أجري (الحاج أنور)عديداً من المقابلات مع الراغبين للعمل في فندقه الجديد، وأختار
علي إثرها ، عددا من المتقدمين للتوظف،ففي مكتب استقبال الفندق الأمامي وقع اختياره علي الجميلة (فاطمة )، أما مكتب الاستقبال الفندق الخلفي فوجد أن الفاتنة السمراء (عائشة )هي الأنسب.
ثم وافق على الشابين (صالح ) و(محمود)، فوجدهما مناسبان وضروريان لحمل حقائب النزلاء من وإلي غرفهم.
ولقد قرر أن يضع الأسمر( محمود) عاملا في مكتب الاستقبال الخلفي للفندق، ليكون قريباً من موظفة الاستقبال السمراء (عائشة ) ، و( صالح )، عاملاً في مكتب استقبال الفندق الأمامي.
ثم وبعد جهد جهيد أستقر اختياره علي أربعه من العمال الأجانب وهم من بنغلاديش، فلقد عجز عن توظيف عمال نظافة ليبيين !!، ولقد أتفق معهم أن يقوموا بتنظيف كل ما يتعلق بالفندق فيما عدا التنظيف داخل الغرف، أما مسألة الاهتمام (بالمسكين علي )، فهي مهمة سيقنع بها ( أرملة وإبنة ) الكادح والراحل ( سيدي عيسي ) تلك الأرملة (عواطف وإبنتها سعاد ) ، ليستفيدن جراء العمل بالفندق في تحسين وضعهن المالي والاجتماعي، كجزء من مواقفه النبيلة، والغير منظورة والتي يقوم بها ( الحاج أنور) تجاه الآخرين .
وفي الكافتيريا قام بتوظيف عدد أربعة من الشباب المُتحمسين للعمل فأعطاهم الفرصة لإثبات الذات.
… لكن الطامة الكبري أن (جمال )وهوأحد الرفقاء السوء ، كان من ضمن الأربعة ، و دون أن يتفطن لتوظيفه ( مصباح )، فقد أخذ الموافقة من ( مرعي ) بأن يعمل بالفندق الجديد ، بعد أن علموا بموضوع تردد ( مصباح ) على الفندق .
وبعد أن أعتقد ( الحاج أنور)، أن كل ما يحتاجه الفندق الجديد من موظفين،قد تماختيارهم،وتوزيعهم بالشكل الأنسب، قرر أن يباشر الموظفين أعمالهم ، ولكنه سيؤجل ،موعد الافتتاح الرسمي للفندق الجديد، خصوصا وأن البلاد قد انعطفت انعطافا كبيرا بعد استحواذ المتظاهرون علي السلاح ، وبعد أن تغيرت الأوضاع في مدينة بنغازي.
لكنه ظل مهموماً بتأمين فكرة أو طريقة لإخراج صديقه (الأستاذ فوزي ) ، مما جعله يستغرق وقتاً أطولً في الاتصالات والمشاورات السرية لتنفيذ رغبته.
*****