رجفة….

168
رجفة….
رنا محمد

 

“تتزايد رغبتي في الهروب، من الحياة، من جميع ما يحيطني، أن أهرب راكضًا نحو هاوية وأتراجع عند حافتها، أن ألتقط أنفاسي وأغير مساري، وأستمر راكضًا إلى عالم مغاير، إلى اللاشيء، أو‏ اللاوجود، أو ربما السماء.””لدي كل الأسباب للخوف و الإنهيار، و كل الإمكانيات للنجاح و الإستمرار، ولكنني سريع الملل، مُتعبٌ و تائه ما بين هذا وذاك، فحرصي الأشبه بالهوس على حريّتي و السيطرة على حياتي، يمنعني من السقوط الذي سيجبرني حتماً في النهاية على طلب نجدة الآخرين، ثم الإحتكام لرغباتهم و مطالبهم من جرّاء ذلك.”الخائب الذي ألقى بنفسه إلى الشارع من الطابق العاشر.. أثناء سقوطه رأى عبر النوافذ حياة جيرانه الخاصة، المآسي المنزلية الصغيرة، علاقات الحب السرية، لحظات السعادة الخاطفة التي لم تصل أخبارها أبداً إلى الدرجات المشتركة، بحيث أنه في اللحظة التي تهشَّم فيها رأسه على رصيف الشارع، كان قد غيّر نظرته للعالم كلياً، وكان قد اقتنع بأن تلك الحياة التي هجرها إلى الأبد عن طريق الباب الخاطئ كانت تستحق أن تُعاش. لماذا لانهتم بمشاعرنا كأهتمامنا بمشاعر الاخرين؟
الا يكفي أنهم لم يتركوا لنا شيئاً الا شتاتنا المبعثر.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المقالات