ديالكتيك اياتي (3/100)
(جدليات فكرية فلسفية )
بقلم / حسن ابوقباعة المجبري
(٣)
النص الروائي العالمي بين التقييم والتحريف
إن من أصعب المختنقات التي تواجه الكاتب الروائي المُقمع في وطنه هو وقوعه بين مطرقة التقييم وسندان التحريف والتأويل المغلوط لقالبه الروائي الإبداعي.
حيث تلجأ بعض المراكز البحثية النقدية الدولية المختصة بفن كتابة الرواية مثلا ، وخاصة خلال فترة التحكيم والتقييم في المسابقات والجوائز الدولية المُعلنة، تلجأ إلي بعض المتصدرين للمشهد الثقافي في الدولة التي يأتي منها النص الغامض و المليء بالكلمات اللهجوية الشعبوية الموروثة القديمة ، ليفسروا معانيها أثناء مرحلة تقييم النصوص الروائية المشاركة من جميع البلدان ، فعن طريقهم هنا فقط تأتي المصيبة، فالمتصدرين للمشهد الثقافي في تلك الدولة ، قد يترصدون عن سبق الإصرار ، لمن يأتي من دولتهم ، كونه خرج من عنق زجاجتهم دون علمهم وبدون أخذ أذون المشاركة الدولية، وهم بطبيعة الحال يرغبون الاستمرار في تصدرهم للمشهد الثقافي في بلادهم، وبالتالي سيقدمون تفسيرات مغلوطة تبعد ابن بلدهم المشارك في تلك المسابقة ،عن التتويج ويبخسون قدره عن طريق تفسير وتأويل نصه الأدبي بطرق مغلوطة عن عمد .
وحتماً لن يقف الأمر عند هذا الحد بل سيتعداه بأن يقدموا فحوي ما وجدوه من أفكار غريبة أو نادرة في هذا النص المعرض للتقييم الدولي ،إلي من يدعي النجومية في بلادهم ويقدموا لهم هذا الكم الزاخر من الإبداع المطموس كاستشارات نابعة من بنات أفكارهم إليهم، فتخرج المسلسلات الرمضانية والمسرحيات ثرية بأفكار ذلك المبدع الذي دخل منافسة دولية بعصاميته أي بجهده وإمكانياته، وبشرف معتقدا أنه سيلاقي نزاهة وأمانة بعيدا عن ظلم وعبث معرقلي الثقافة في بلاده