خريف باكي

165

بوخلاط نادية/

صمم الخريف أن يستوطن ذاكرتي المرهقة وأبت الشمس أن تطل علي من ثقوب الجدار كما اعتادت أن تفعل مع ميلاد كل يوم جديد يعيدني الى عالم الأحياء مجددا .
أيامي خراب يعيد نفسه ، موت بطيء يتسلل إلى أعماقي،كلما بات في حوزتي سوى ذكريات بهت لونها ،اجتر في تلك العتمة هزائمي المتلاحقة و خيباتي اللامتناهية ،لا صباح جديد ينذر أو ينبأني بأن هناك أمل ما يطل علي من ثنايا شرفتي الموصدة ،أنا بقايا جرح غائر و خرائب زمن غابر ذهب مع الريح ، زرعتني الدنيا شوكة في حلق الكارهين،يتملقون ويوزعون ابتساماتهم المسمومة في حضوري، ثم ينصرفون و كأنني احمل أوسمة النجاح و جوائز الدنيا بأسرها
للغل والحقد كثير من الوجوه لكنه يصير بشعا يجعل الحاقدين أشبه بالمسوخ البشرية ونظراتهم أشبه بشرار يتطاير غيضا و غضبا.
لم تمهلني الدنيا كثيرا من الوقت،صرت اشعر و كأنني جئت إليها برغم إرادة والداي ،او لنقل كأنني وجع جاؤوا به إلى الدنيا ،لذا تركوني جانبا و انصرفوا ،تناسوا وجودي لسنوات ولا يزالون,
غريب حقا أن يكون اسمك فقط هو ما لا يزال عالقا بذاكرتهم الخائنة ليمنحوه لأبناء أبناءهم و كأنهم يكفرون بذلك عن ذنب اقترفوه في حقي
قد تسامح و نغفر الإساءة ،لكن الجروح تترك ندبا بمرور الأيام والوقت ،فقد ننسى أننا خدعنا للحظة لكن الذكريات تعود مع كل الم لزرع بذور اليأس والرغبة في الرحيل للقاء أناس قلوبهم طاهرة ،في مكان لا عواصف فيه ولا يراح لترتاح من جور زمن خدعنا و مزق أشرعة قلوبنا المنفتحة عن الحب والخير………

بقلم / بوخلاط نادية
14 ديسمبر2020

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المقالات