حين تهذي القصيدة

269
حين تهذي القصيدة
ريبر هبون

 

 

في عينيك ترقد الكائنات الحاملة لوعة الدهور
بؤبؤتاك كونيان متوازيان
يحملان قلبي المغلف بقصدير المجرة
أنا كمك الأنيق
وأنت الكيفية التي تهندم روحي
فيزياء اغترابي يعوم في فلكك
فلسفتي المستباحة في براري الخيال العلمي
ياكوني البديل عن كون آيل للهبوط
في قعر مسافته 14 مليار سنة ضوئية
من أين لك هذا العرين الذي يستوعب هطول أحزاني
على سطح ألف كرة أرضية
انسكبي فيِّ مطراً قطراته تحمل نبوءة البحار
نحو أفواه التراب الممتهنة امتصاص عنب الدموع الخمرية
واصلي تكسير الجليد بي
على قمم روحي تئن الفقمات الوحشية
وتصيح البطاريق كأنها تنانيين هجينة تمتهن نفخ الصخور البركانية
دموعي أمطار حمضية ودموعك لبان العصافير الشقية
أشلائي مناجم الأرض
وأشلاؤك تختزل رعود الأباريق الفضية

انك غلافي الجوي
وأنا طبقات الأرض العتية
فافردي جناحيك كأنك أكبر نسر عملاق لم يطأ الأرض منذ زمن
ليبتلع كافة صنوف الطائرات الحربية

استمطريني
ودّعي المألوف الممجوج بالترهات المزروعة لغماً
على طول حدود الجهل في بلادنا
بلاد العبودية
ودّعي جهابذة الخفافيش المستوطنة الزوايا الوطيئة
بددي عن النجوم تعاويذ الظلام وأساطيره الخفية
كأنك بي الآن وحولك يأكل الجن أثداء كل جنية
يظل يفرش الشيطان البريئ من تهم الله أهدابك عله ينام متجاهلاً صولات جند الله
الذين أعملوا من غابرٍ خناجرهم المثلثة الذهبية
ضلع الهلال
ضلع الصليب
وذلك الضلع الذي يهز رأسه نحو حائط
يئن بقوة صراخ ألف سبية
كعادتي لا أعرف كيف أنهي قصيدة
تشطرني أجزاء وتبعثرني
لتجعلني أسمال غجرية
أنا لم ولن أنتهي من هذياني بك
يا ريح الجنون وشكل الصنوبرات
وهي تهذي اسمك بحرية

ريبر هبون 7.10.2021

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المقالات