حوار مع الشاعرة والمهندسة سعاد كاشا من ولاية باتنة/الجزائر

حاورتها : الأستاذة سامية بن أحمد/بمناسبة اليوم العالمي للمرأة

379
حوار مع الشاعرة والمهندسة سعاد كاشا من ولاية باتنة/ الجزائر 
حاورتها : الأستاذة سامية بن أحمد /الجزائر 
س1/من هي الشاعرة والمهندسة سعاد كاشا ؟
ج1/هي روح محبة للغة الضاد، عاشقة للحرف العربي وخاضعة لسطوة الشعر الفصيح، لم تستطع الهندسة أن تحول بيني و بين الأدب،، رغم تهربي كثيرا من الأدب وتركيزي على دراستي و اختصاصي،، لكن في كل مرة كنت أجد نفسي تميل إلى الكتابة،، إلى أن تيقنت انها قدري.
س2/متى كانت البداية مع البوح ؟ ولمن كانت تقرأ الشاعرة سعاد كاشا؟
ج2/ أعتقد أن موهبة الشعر تولد مع الإنسان لذا استغرب ممن يقول أنه قرر ذات يوم أن يكون شاعراً. بدأت الكتابة مبكرا وقد ساعدني في ذلك أن الوالد رحمه الله كان محبا للقراءة و للشعر، فكنت استمع دائما له وهو يقرأ الشعر،، لذا فإن
الأشعار الأولى التي انبهرت بها كانت من الشعر العمودي القديم،، أعجبت كثيرا بشعر أبو فراس الحمداني وابن الرومي وجميل بثينة وغيرهم، ثم بعدها استهواني شعر نزار قباني و درويش وأحمد مطر،، أما الآن فأنا اقرأ كل نص جميل يصادفني،
والاسماء كثيرة ولا يمكن حصرها.
س3/بين الهندسة والشعر أين هي سعاد ؟
ج3/ سعاد مثل طائر بجناحين، أحدهما الهندسة و الآخر الشعر، لا غنى لي عن أي منهما، وهناك تقاطعات كثيرة بينهما فالشعر هندسة الكلمات والجمال ، والهندسة في مجال المياه هي مصدر إلهام دائم للتأمل و لكتابة الشعر فالشعر يشبه الماء في تدفقه وانسيابه.
س4/ هل ديوانك الشعري بياض الروح لاقى دراسات نقدية ؟
ج4/ من المفيد دائما أن يحظى أي عمل أدبي بنقد بناء، فهي وسيلة لتقييم الذات و الوقوف على بعض العثرات التي لا يخلو منها اي كتاب مهما كان مستوى كاتبه، لذلك فقد حرصت على اخذ بعض الآراء النقدية قبل طبع “بياض الروح” فكانت في مجملها مشجعة،، وأول قراءة نقدية كانت من الأديب والباحث المغربي محمد البلبال والتي تحولت إلى تقديم للكتاب، بالإضافة إلى الدراسة النقدية المتستفيضة التي قدمها الشاعر والناقد المصري إبراهيم موسى النحاس، كذلك قراءة البروفيسورة دليلة مازوز الأكاديمية بجامعة باتنة،، واشكر الله ان الانطباعات كانت إيجابية وداعمة.
س5/ما رأيك بالنشاط الذي شاركت فيه في الإفتراضي أثناء اجتياح كوفيد19 ؟
ج5/ من حسنات جائحة كوفيد 19 هي هذه اللقاءات و النشاطات الافتراضية والتي خففت من وطأة العزلة الثقافية التي مررنا بها، من جهتي شاركت في العديد من المهرجانات و الملتقيات و اللقاءات في المغرب و تونس، أذكر منها المهرجان الثالث ليوم الارض ، المهرجان الافروأسيوي للثقافات ، لقاء مباشر مع القناة المغربية كومبيس ، المهرجان الدولي العاشر للشعر والفنون، برنامج مثقف بقبعتين على أمواج الإذاعة الثقافية، برنامج دروب الكتابة على الثقافية ايضا ، وغيرها من الفعاليات التي ساعدت في نشر الروح الايجابية في نفسية الأدباء المشاركين واستمرار عطائهم الثقافي والابداعي رغم الحجر الصحي و الاغلاق الذي فرض علينا.
س6/ ماذا بعد ديوان بياض الروح؟
ج6/ دائما مع مواكبة الساحة الثقافية بكل مافيها من ايجابيات وسلبيات، النشر ليس هدفا بالنسبة لي وإنما هو وسيلة لإيصال الإبداع في شكل رسائل، لذا تجدينني مقلة في نشر الكتب و الدواوين، لكن رغم الجائحة تم بحمد الله الاشتغال على
كتاب جديد بعنوان “رحلة السلام” والذي سنشرع في توزيعه قريباً بإذن الله.
س7/ هل كوفيد 19 كان عائقا لدى الشاعرة سعاد كاشا بخصوص الكتابة والإبداع؟
ج7/ نسأل الله أن يرفع عنا وعن البشرية هذا الوباء، بطبيعة الحال فإن هذا الوضع الغير طبيعي له تأثير ليس على الكاتب فقط، بل على الكثير من الناس في مختلف الاختصاصات،، غير أنه يمكن أن يتحول إلى مصدر مهم للالهام والكتابة، ويبقى الأمر رهن الحالة التي يعيشها الفرد مهما كانت طبيعتها وكيف ويمكن تحويلها إلى إبداع.
س8/ لماذا الشاعرة سعاد كاشا اختارت طبع ديوانها الشعري الموسوم “بياض الروح” طبعة ثالثة بدلا من طبع ديوان آخر جديد؟ ومن صمم لك غلاف الديوان في كل طبعة؟
ج8/ ديوان بياض الروح ، كان باكورة أعمالي الشعرية، طبع أولا في جمهورية مصر العربية في طبعتين أولى وثانية وقد وجهت بنسبة كبيرة إلى التوزيع الدولي في العديد من الدول أذكر منها مصر، العراق، الأردن، سوريا، فلسطين (القدس) ، تونس
، المغرب ، تركيا وألمانيا. لذلك كان من الضروري اللجوء إلى طبعة ثالثة هنا بالجزائر لأتمكن من إيصاله للقاريء المحلي،، كما أنني أفضل التريث بين عمل وآخر حتى يأخذ كل عمل حقه من النقد والقراءة و من ثم الشروع في عمل جديد.
**أذكر بالمناسبة أن غلاف الطبعة الأولى من بياض الروح كان من تصميم الشاعرة و الفنانة التشكيلية و الصديقة لجين عزالدين والتي أوجه لها تحية محبة وأخوة.
أما الطبعتين الثانية والثالثة فكان الغلاف من تصميم الناشر “دار ببلومانيا للنشر والتوزيع”
س9/ هل من كلمة بمناسبة اليوم العالمي للشعر 21مارس2021؟
ج9/ هنيئا لكل من حمل رسالة الشعر الأصيل بهذا اليوم، وأود ان أشير هنا أن الساحة الشعرية اليوم يشوبها وجود الكثير من أشباه الشعراء الذين اساؤوا كثيرا لحرف الضاد وشوهوا صورة الشعر الجميلة، أرجو من الشعراء الحقيقيين أن ينتصروا
للشعر وذلك بتبني روح المبادرة و إثراء الساحة الشعرية بما يحفظ للشعر مكانته وعلوه.
س10/نريد أن نقرأ للشاعرة سعاد كاشا فماذا تختار لنا؟
ج10/ اختار هذه الكلمات، عسى أن تنال رضاكم :
وظننتَ أني امرأة
لا سيدي….
أظن ظنك من جديد فيَّ خابْ
أنا التي خبّأتْ في جوفها دُرر
من حسنها، الحسنُ انزوى
والحبُ ذابْ
في مولدي سكن الوجودْ
وعانقَ نيسانُ طوييييييلا شهر آبْ
مثل الأميرةِ ..لكن لستُ أشبهها
أزهو بلا عقيقٍ أو حريرٍ أو خضابْ
في راحتي تثبُ النجومْ
وفي المعصم العاجيِّ… أكتنزُ السحابْ
أنا التي اجتمعتْ
عصور الشوق في لحظها
وعلى يدي النمرودُ تابْ
صوتي إذا ما لاحَ يخترقُ الصدى
و بنور ربّي ينفتحْ مليونُ بابْ
بجوف قلبي تجتمع شُهُبُ السما
فإذا استدارت ينجلي عني السرابْ
يا سيدي …
أنا قد أكون سحابة حبلى
تشتاقها الأرض ، تطالعها الرقابْ
أو لحن ناي موجعٍ بأنينه
تهوي القلوب له إذا ينسابْ
أو قد أكون بقلب قطعة سكرٍ
لا تُشترى أبدا ، ويَصعُبُ كسبها
لكنّها في لوعة البوح الرقيق تُذابْ…
بقلم الشاعرة سعاد كاشا/باتنة
س11/هل هناك رسالة تودين توجيهها مع كلمة ختامية تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة 08مارس 2021؟
ج11/ رسالتي دائما وأبدا، هي رسالة سلام وتسامح وتآخي وتقبل للآخر بكل اختلافاته،، هي رسالة الإنسانية الحقة التي لا تعترف بجنس أو عرق ولا تمجد سوى الإنسان الذي كرمه الله فوق كل الكائنات.
وتزامنا مع اليوم العالمي للمرأة 8 مارس الذي يبقى مجرد رمز لكفاح المرأة عبر التاريخ ، فمكانة المرأة في المجتمع أكبر من أن تختزل في يوم واحد، أقول لكل الصديقات الشاعرات والأديبات ولكل نساء بلادي و العالم أجمع كل عيد و أنتن العطاء والحب والجمال، بكن تسمو الحياة وتحلو، أتمنى أن يكون الطموح سلاحكن و الأمل لا يفارقكن والنجاح الدائم حليفكن.
وإليكم جميعا أهدي هذه الكلمات:
كل القصائدِ تنحني في حضرتِكْ
تعودُ تقرأ نفسٓها في نفسِها
هل هي لكْ ؟
هل تُراها تُشبهكْ ؟
هل أنت منها ؟
قبلها أو قد تليها ؟
أم أنها خلقت يقيناً من حلاكَ لتعشقكْ
في كل حرفٍ تشتهي أنْ تحضنكْ
في نزف نايٍ… تنتشي ما أروعكْ
و ترافق النبضاتِ في حركاتِها
لتقولَ هلاَّ ضُمني كي أُرقصَكْ
كل القصائدِ تحتفي… اليومَ بِكْ
شعراً تقولُ… قولُها ما أشعرَكْ
كل الحروف تساقطتْ من زهوها
كتبت على الغيم المعلق لوحة
عنوانها ما أجملكْ ..
ما أجملكْ
بقلم الشاعرة سعاد كاشا
__كما لا يفوتني أن أهديك أرقى عبارات الشكر و الإمتنان على هذا الإهتمام وهذا
الجهد في خدمة الأدب والثقافة.
ولكل من قرأ هذا الحوار، لكم مني ألف تحية وسلام.
الحوار تحت اشراف واعداد الشاعرة سامية بن أحمد من الأوراس
الجزائر بتاريخ //07مارس2021
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع