تاريخ الكورد للأجيال(الجزء التاسع عشر)

210

تكملة تاريخ الكورد للأجيال
الجزء التاسع عشر
المصدر
الدكتور مهدي كاكه يي
الحوار المتمدن-العدد: 4331 – 2014 / 1 / 10 – 01:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات

أسلاف الكورد: الخوريون – الميتانيون

4. تأسيس الإمبراطورية الميتانية
وُجد إسم (ميتاني) لأول مرة في مذكرات الحروب في غرب كوردستان والمكتوبة في حوالي عام 1480 قبل الميلاد ، من قِبل الفلكي و الساعاتي (أميميمهيت , Amememhet )
الذي رجع من مملكة ميتاني في عهد الفرعون المصري (ثوتموسي الأول Thutmose I)
(1506 – 1493- قبل الميلاد) (مصدر 1).

في بداية حكم الفرعون المصري
(ثومسيس الأول Thutmosis I
تم الإعلان عن الحملة العسكرية على مملكة ميتاني
(مصدر 2 )

والتي قد تكون جرت خلال العهد السابق للفرعون المصري (أمينهوتپ Amenhotep )
(1525 – 1504 – قبل الميلاد) (مصدر 3)

حيث يعتقد العالم الألماني البروفيسور
(Hans Wolfgang Helck)
الذي يُعتبر أشهر مؤرخ في القرن العشرين المختص بالتاريخ المصري القديم، بأن هذه الحملة كانت تلك التي أشار إليها الفرعون أمينهوتپ الثاني (مصدر 2).

كان المصريون يسمون مملكة ميتاني (ماريانو Maryannu)
أو (نهرين Nahrin) المتأتي من الكلمة الآشورية-الأكدية (نهر) أو (ميتاني Mitanni )(مصدر 4)

الحثيون كانوا يسمون هذه المملكة (حوري Hurri)،
بينما الآشوريون يسمونها (هانيگالبات Hanigalbat
(مصدر 5)

(توشراتا Tushratta)
الذي كان يُلقب نفسه ب”ملك ميتاني”
يشير الى مملكته بإسم (هانيگالبات) في رسائله المكتوبة على الرُقم الطينية المكتوبة باللغة الأكدية والخط المسماري التي وجدت في أرشيف قصر الملك المصري إخناتون (أمنحوتب الرابع) في مقر حكمه (أخت أتون) في تل العمارنة في مصر (مصدر 6).

بعض الباحثين يقولون بأن اللغة الخورية ليست لغة هندوأوروبية ولا لغة سامية، بل أنها ذات صلة باللغة الأورارتية، لغة شعب أورارتو، حيث أن هاتين اللغتَين تنتميان الى عائلة اللغة الخورية – الأورارتية
. يقول عدد من الباحثين الروس من أمثال
(Diakonov) و (Starostin)
بأن اللغة الخورية تنتمي الى مجموعة اللغات القوقازية الشمالية الشرقية (مصدر 7)

بينما يذكر باحثون آخرون بأن اللغة الخورية هي من اللغات الهندوأوروبية وذات صلة باللغة الكاشية (لغة أسلاف الكورد الكاشيين) (مصدر 8، 9).

لتبيان حقيقة إنتماء اللغة الخورية و الحُكم على التناقضات المستخلصة من أبحاث اللغويين حول هذه المسألة .
يمكن الإستناد الى الحقائق التاريخية المتعلقة
بالخوريين – الميتانيين :

1. سلسلة جبال زاگروس هي الموطن الأصلي للخوريين (الدكتور جمال أحمد رشيد: ظهور الكورد في التاريخ، دار آراس للطباعة والنشر، أربيل، كوردستان، الطبعة الأولى، 2003، صفحة 147، مصدر 8، 10، 11). هكذا فأن الخوريين هم السكان الأصليون في كوردستان ولم يأتوا الى كوردستان من القوقاز لتكون لغتهم قوقازية.
2. الميتانيون هم هندوآريون، حيث أنه في الحلقة السابقة من هذه السلسلة من المقالات، تم الإستناد الى العديد من الدلائل التي تُشير الى أن الميتانيين الذين جاؤوا الى كوردستان في بداية الألف الثاني قبل الميلاد، هم هندوأوربيون ولذلك لغتهم لا علاقة لها باللغات القوقازية. الميتانيون إنصهروا في الشعب الخوري و أصبحت اللغة الخورية لغتهم أيضاً.
3. وصلت حدود الإمبراطورية الميتانية الى منطقة القوقاز وإذا كانت هناك علاقة بين اللغة الخورية و “مجموعة اللغات القوقازية”، فأنها ناتجة عن التأثير اللغوي والثقافي الكبير للخوريين على السكان القوقازيين الى درجةٍ أنهم تبنّوا اللغة الخورية وأصبحت لغتهم الأُم. كما أنه قد يكون قسم من الخوريين إنتقلوا الى منطقة القوقاز وإستقروا هناك وسادت ثقافتهم ولغتهم في المنطقة. من هنا يظهر بأن “مجموعة اللغات القوقازية” التي يتكلم عنها بعض اللغويين والباحثيين والذين يرون بأن اللغة الخورية تنتمي إليها، هي في الحقيقة ليست قوقازية، بل زاگروسية، لغات أسلاف الكورد التي تنتمي إليها اللغة الخورية.

البروفيسور (Izady)
، في محاضرة له في جامعة هارڤ-;-ارد الأمريكية، يعتقد أيضاً بأن إنتشار اللغة الخورية بين سكان مناطق القوقاز عن طريق الخوريين غير مستبعد (يمكن الإطلاع على نص المحاضرة من خلال الرابط الموجود في نهاية المقالة).

في العصور الأكدية كان معروفاً بأن الخوريين كانوا يعيشون في منطقة شرق دجلة على الحافة الشمالية من بلاد ما بين النهرَين. أفراد المجموعة التي أصبحوا ميتانيين، تحركوا تدريجياً نحو الجنوب في بلاد ما بين النهرين قبل القرن السابع عشر قبل الميلاد. الميتانيون هم الفرع الآري من الحوريين الذين نزحوا الى كوردستان في بداية الألف الثاني قبل الميلاد و إندمجوا مع أقوام زا گروس الأصليين و إستلموا الحُكم (أندريه إيمار و جانين أوبوايه: تاريخ الحضارة العام – الشرق و اليونان القديمة، إشراف موريس كروزيه، ترجمة فريد م. داغر و فؤاد ج. أبو ريحان، المجلد الأول، دار منشورات عويدات، بيروت – باريس، الطبعة الثانية، 1986، صفحة 204).
المؤرخان (گلب Gelb) و(سپايزر Speiser)
يعتقدان بأن أسلاف الكورد السوباريين كانوا يستوطنون شمال بلاد ما بين النهرين منذ زمن بعيد و ان الخوريين هم أحفاد السوباريين ( مصدر 10، 12).
يتبع
الدكتورة ڤيان نجار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع