بين الماضي والحاضر
ميسون بوطيش
أنا وثيقة موثقة لجيلين
وهي كالتميمة في جيدي معلقة،
جيل من ماضي عتيق
وجيل حاضر فيه الصبر جبلين.
حبلى تربتي كغيمة كثيفة من الحداثة
وثكلى ترتوي من أوجاع الجيلين.
أنا قطرة مطر في المحيط الأزرق،
و قصيد يطوف على ورقة مثل الزورق،
أنا ديوان ورقي ورقمي من كلا الجيلين
و قافلة حروف من الحجاج
أحط راحلتي في مصر و العراق وفلسطين،
أنا هوية ثابتة في تربتها لا مستوردة.
في شوارع قلبي ورد ومزهرية،
أنا حضن بلا ضلع،
وثغر رغم الانكسارات يبتسم.
أنا من جيل الثقافة أخلاق،
ومحبرة شفافة من زجاج،
في حاضر فيه الصبر دواوين،
يلقي قصائده على حلبة من خشب
في قاعة فيها الصمت يروج
وزقاق خال يخلو من التبرج.
أنا ذاك وهذا
وأحن لذاك وأثابر بقلب جلد هذا،
كلما هب نسيم لذاك،
أشكو له وحدتي من هذا.
أنا قبلة دمعة على وهن خد،
تغزل بخشوع ما ينبثق به الماضي
و ما يجود به الحاضر بحياء وما من يوميات استجد،
اعتزل فيها الجد وطغى على معالمها اللهو واللعب.
المايسة ميسون بوطيش، عين البنيان، الجزائر
