انتهى الامرُ

662

انتهى الأمرُ

عمرَ سيجارةٍ

وارتشافِ عصيرْ

رغم الليالي السود

واحتدام المصير

رغم غزو قلوب الشوق

والنعمى التطير

مثل طير شاقه الأُفق فغنى

واستراحت مقلتاه

عند أعشاب الربيع

وطغى الماء على شرفته

ونما المرج

على طرف جناحه

أيقظ الصبح جناحا مفردا

لصلاة الفجر

مدَّ صوتا سابحا

في مملكة الله

صداحا مهيبا

ذاك تغريدٌ  … قد  يبحث عني

وأنا أبحث عنه

ليصير اليوم أجدى

ويصير الحلم حتما

ويصير السنديان

غابة

من عنفوان

تحتويني

ذرةً

من خلق رحمن رحيم

أتمطى  …  أغفو

فوق غصن التوتْ

ولفيف البيلسان

وحده صمتي يغطيني رداءً

يهدهد أُرجوحتي

وينساني الورى وحدي

ترفُّ جفوني

لتغريد البلابل

فوق قيظي

ويغسلني دفء أشجاني

مطراً

يهمي عليَّ ولا أراه

فيبترد الفؤاد بغير ماء

يشذو كما الزعفران

ويشدني خيطٌ لراحلتي

جسدي المتعب

صمتاً عاثت به مشارط الأذى

منهكة …  روحي

حَطّابة تحمل أوزارها

تلفح وجهي العجوز

أعينُ استهجانٍ

ويقتحمني نظرُ الغافلين

عن ذُبالات الحياة

حيث يغدو العمر

أكدُساً من رماد

وقناعاً من سماجةْ

ويحثو السنين على رأسنا

المولى

فتخبو ذُؤابات القناديل

عجزاً

خاوية تظل الثيابُ

فوق الأسرّةِ

فيرتعد النواحْ

*****

 

21/ 8 /  2019

سمية العبيدي  /  بغداد

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

آخر المواضيع