القرآن والتفكير

القرآن والتفكير

شدري معمر علي

اهتم القرآن الكريم بقضية التفكير وحث العقل على التدبر والتأمل ليعرف حقيقة هذه الحياة وعظمة الخالق سبحانه وتعالى وقد عرف علماء اللغة التفكير وهذه أهم تعاريفهم اللغوية :
. قال الجوهري: “التفكر: التأمل والاسم الفكر والفكرة”
وقال ابن فارس: “فكر الفاء والكاف والراء تردد القلب في الشيء، يقال: تفكّـر إذا ردد
. قلبه معتبرا”
. وفي اللسان: “الفكر بالفتح والفكر بالكسر: إعمال الخاطر في الشيء”
وفي المصباح: “الفكر بالكسر تردد القلب بالنظر والتدبر لقلب المعاني، ولي في الأمـر
. فكر أي نظر وروية “
وفي القاموس: “الفكر بالكسر ويفتح: إعمال النظر فـي الشـيء كـالفكرة والفكـرى
. بكسرهما والجمع أفكار “
وفي المعجم الوسيط: “فَكَرَ في الأمر فَكْرا: أعمل العقل فيه ورتب بعض ما يعلم ليصل
فيه إلى المجهول” .
التفكير في القرآن الكريم:
تكررت مادة (فكر) في القرآن ثماني عشرة مرة وجاءت بصيغة الفعل الماضي مرة واحدة في قوله تعالى :((إنه فكر وقدر (18)فقتل كيف قدر (19))){سورة المدثر}،أما بقية المواضيع فجاءت بصيغة الفعل المضارع :تتفكرون ،يتفكرون وقد جاءت الدعوة إلى التفكر في القرآن الكريم حسب الباحث عبد الوهاب محمود إبراهيم حنايشة في رسالته للماجستير صريحة ومقصودة من كثير من آياته ومنها قوله تعالى :(( قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد )) {سبأ :46}
لماذا القرآن دعا إلى التفكير؟
يوضح لنا الباحث عبد الوهاب محمود إبراهيم حنايشة أهم الأسباب التي جعلت القرآن يهتم بالتفكير وذكر منها :
1- أن القرآن اهتم بالتفكير لأنه دعوة إلى تحرير العقل.
2-أن التفكير مهارة يمكن تنميتها، وأن التربية والرعاية والبيئة كلها عوامل يمكن أن تسهم في
تنمية التفكير.
3- أن القرآن الكريم قد اشتمل على توجيهات ومبادئ تنمي التفكير وترفعه نحو الإبـداع،
وأن دراسة القرآن وتدبره يمكن أن تكشف للباحثين عن كثير من التوجيهات التي يمكن الاستنارة بها
من أجل هذه الغاية.
فالتفكير كما قال الكاتب الكبير عباس محمود العقاد فريضة إسلامية .

الكاتب والباحث في التنمية البشرية : شدري معمر علي