الروائية و الشاعرة نادية بلعربي في حوار ل “صحيفة الفكر”

151

الروائية و الشاعرة نادية بلعربي في حوار ل “صحيفة الفكر ” :

أجرى اللقاء/ بوخلاط نادية / الجزائر

Nzdia Belarbi

 

الكتابة الروائية متعة واستنطاق للذات و معالجة لظواهر اجتماعية نعايشها و نتعايش معها

نادية بلعربي قلم نسوي يتأرجح بين ثائر و مهادن ، كاتبتنا تنحدر من دائرة” وادي رهيو” بولاية غليزان بالغرب الجزائري ،إنها فنانة الحرف بامتياز تكتب بماء الورد فتبدع و تسافر بالقارئ إلى عوالم الجمال لأنها تكتب باء حساس راق و تستنطق الواقع و تمازجه بالخيال فتنسج قصصا و روايات يستمتع القارئ بالإبحار على متن سطورها ، ليست الروايات كل ما تبدع فيه الروائية نادية بلعربي، فهي أيضا شاعرة مرهفة الحس تبدع أحاسيس فياضة فتصنع قصائد مفعمة بالجمال و لعل السبب هو لكونها تنتسب لسلك التعليم و مارست التدريس و هو ما جعل رصيدها اللغوي محفوفا بالثراء و الجمال اللفظي.
نادية بلعربي هي أيضا رمز للإصرار و المرأة المتحدية لكل الظروف و الصعاب ، في جلستنا الحوارية كان الحديث عن الكتابة و الإبداع و المشهد الثقافي بغليزان .
خلال لقاءنا معها كان حديثنا معها منصبا حول مغامراتها مع الكتابة، إصداراتها و طموحها و المشهد الثقافي بمدينة غليزان المعطاءة و الزاخرة بالمواهب في شتى مجالات الفنون، كما كان اللقاء فرصة كشفت لنا فيها عن مشاريعها و طموحاتها فكانت كتاب مفتوح و أجابت بكل صراحة و رحابة صدر عن أسئلتنا فكان لنا هذا الحوار الشيق حيث حدثتنا عن تجربتها الثرية و سر عشقها للحرف و الرسم بالكلمات نثرا و شعرا و مسرحا أيضا :

صحيفة الفكر/ أين الكاتبة نادية بلعربي من المشهد الثقافي؟
الروائية نادية بلعربي / المشهد الثقافي واسع المجالات و الميادين ، أمثل فيه بكتاباتي في مجال فن الرواية و القصة و المسرحية في أدب الكبار و أدب الطفل من مسرحية للأطفال و رواية الفتيان والكتابة الشعرية ، و لي أيضا باع في التنمية الذاتية و الإرشاد المدرسي.
صحيفة الفكر / انقطعت لفترة عن الإبداع ،ما سبب ذلك ؟
الروائية نادية بلعربي / هي ظروف استثنائية و خاصة أبعدتني نوعا ما عن الكتابة بروتينها الأول فكنت لهذا بالكد أخط سطورا ،لكني لم أنقطع عن الكتابة ولا الأفكار التي أضعها في مفكرتي الخاصة عن جديد روايتي أو ديواني الشعري الذي لم يصدر بعد.
صحيفة الفكر / حدثينا عن إصدارك الأخير ؟
الروائية نادية بلعربي/ هو سلسلة من خمسة أجزاء بعنوان “الطالب الناجح و رحلة التفوق” كإستراتيجية لكل تلميذ و طالب يعتمدها بما تحتويه من تقنيات و تمارين و إرشادات من واقع التجربة والخبرة و التكوين في الميدان يحتاجها حتى تقوده لتحقيق نجاحه،و بالتالي الرضا عن الذات.
مصمم بالعناوين التالية:
1 ـ إدارة الوقت و تنظيم الأولويات 2ـ نظامي التمثيلي في المراجعة 3 ـ كيف أجعل من المراجعة متعة 4 ـ طرق المراجعة 5 ـ كيف أتجاوز قلق الامتحان.
صحيفة الفكر/ نزلت مؤخرا ضيفة على المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بغليزان للتعريف بإصدارك الجديد،حدثينا عن ذلك؟
الروائية نادية بلعربي / نعم ، تم صباح ذلك اليوم استضافتي بإذاعة غليزان حصة ضيف و رسالة من تقديم الإعلامية فضيلة بوقرين للتحدث عن تقديم روايتي “حديث الروح” مع بيع بالإهداء بمقر بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بغليزان في المساء ،فكل الشكر لمديرها السيد بن زيد عبد السلام و طاقمه الإداري لاهتمامه بكتاب الولاية،و برفع نسبة المقروئية و الترغيب في المطالعة و اكتساب عادة القراءة للرفع من نسب الوعي و نشر الثقافة و التحفيز لتطوير الذات من خلال تنشيط المشهد ثقافي بولايتنا.
صحيفة الفكر/ ما هي الإشكالية التي عالجتيها في روايتك “حديث الروح”
الروائية نادية بلعربي / رواية “حديث الروح” من التيار الشعوري والمونولوج ، يمكن القول انها مناجاة داخلية و حديث أفكار، صراع نفسي.. عن الحب من جانبه السادي و المازوخي ،عن الحنين والرومانسية، عن تحرك وعي، وكذلك كإستراتيجية لبناء و تطوير الذات مما واجهته البطلة و واجهه الأشخاص، فضلا عن التطرق لقضايا أخرى معاصرة سياسية و ظواهر اجتماعية..، عن الصداقة والزواج و عن جرائم دخيلة على مجتمعنا الجزائري الخ، ومن خلال مراحل نمو البطلة النفسي و الفكري تتغير قناعات، و تتبدل خيارات عبر أحداث هذه الرواية.
صحيفة الفكر/ تزاوجين بين الكتابة الشعرية و الروائية، أيهما أقرب إلى قلبك؟
الروائية نادية بلغربي / حاليا الكتابة الروائية أقرب إلى قلبي . حيث كنت قبلا أعشق الكتابة الشعرية و هذا ما جعلني أستغرق وقتا كافيا للم شمل و تنقيح قصائدي و تجديدها حسب قواعدها الشعرية،من تصحيح الوزن الشعري و القوافي بالنسبة لنوع لشعر التفعيلة منها، و في نفس الوقت أجد راحتي و حريتي في الكتابة القصصية و الروائية لأنها كتابة نثرية بقواعدها اللغوية و الفنية أكيد حيث كنت سابقا أستاذة لغة عربية، ثم الكتابة المسرحية، كذلك أجد متعتي فيها كما لا تخلو هي أيضا من ضوابط و فنية في الحوار و انتقائه حسب نوع الشخصيات.لذا فالكتابة ليست بالأمر الهين حيث لا تكون متاحة بدون موهبة و تكوين مع توفر الظروف النفسية و اندفاع الإرادة.
صحيفة الفكر/ هل من مشاريع في الأفق ؟
الروائية نادية بلعربي/ نعم لدي روايتين للفتيان بصدد التنقيح و التصحيح مع ديوان شعر، و أنا أيضا بصدد كتابة رواية جديدة إن شاء الله.
صحيفة الفكر/ ما هي نظرتك للمشهد الثقافي بولاية غليزان ؟
الروائية نادية بلعربي / المشهد يزداد تطورا و يفعم حماسا و نشاطا بالتدريج، خاصة بعد تأسيس و تفعيل مكتب “إتحاد الكتاب الجزائريين” مؤخرا كذلك نشاطات نادي “مينا” الأدبي، و دار الثقافة و المكتبة الرئيسية في كل المناسبات الدينية و الوطنية و العالمية، نتمنى دوما المزيد من التميز و التألق و النشاط،أكيد هذا يكون بتضافر جهود القائمين على الميدان مع الأفراد المساهمة فيه من الكتاب و الباحثين و الجمعيات الثقافية و غيرهم.
صحيفة الفكر/ كلمة أخيرة في ختام هذه الجلسة الحوارية ؟
الروائية نادية بلعربي / تزخر ولايتنا ما شاء الله بعدد لا بأس به من الكتاب و الشعراء ،و هذا فخر لنا جميعا برغم ما يواجهونه من صعوبات من جانب الدعم المادي من جهة لطبع إصداراتهم الجديدة أو ربما موجودة على الرف منذ زمن،و من جهة أخرى إلى توزيع كتبهم كواقع يحتاج إلى إيجاد حلول داعمة كشراكة مع دور نشر راقية على مستوى الجهات الوصية أو استراتيجيات أخرى محفزة ، لأنه فعلا ولايتنا تضم مبدعين واعدين وإنجازاتهم برغم كل شيء هي تفرض نفسها على المشهد الثقافي في تمثيل ولايتنا بكل فخر أمام الرأي و المشهد العام للبلاد.
و لا يفوتني أن أسدي وافر تشكراتي لصحيفة “الفكر” العراقية التي منحتني فرصة إجراء هذا اللقاء مع شخصي المتواضع .

أجرى اللقاء/ بوخلاط نادية / الجزائر

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع