الدعاء للجزائر وفتنة الإمام

139

السبت 3 ربيع الثاني 1441 هـ – الموافق لـ 30 نوفمبر 2019 – معمر حبار

حضرت ظهر اليوم جلسة الفٙاتْحٙة وممّا قاله الإمام: عند السّادة المالكية وكيل
المرأة هو الذي يطلب الزواج ويقول زوجتك ابنتي لكن العرف المبني على أنّ
الجزائري صاحب نِيفْ ورجولة ومروءة يرفض أن تكون المرأة هي السّباقة في طلب
الزواج لذلك الرجل هو الذي يطلب الزواج عبر وكيله من وكيل الزوجة قائلا
بالتعبير الجزائري : “جئتك بالحسب والنسب أطلب القرب منك” أو ما شابهها من
عبارة ملائمة تليق بالمقام ما يدل على أنّ العرف من الشرع ثمّ شرع الإمام في
تطبيق ماذكره وفق العرف الجزائري الذي يراعي شخصية المرأة والرجل معا وختمت
الفٙاتْحٙة بقراءة سورة الفاتحة جماعة وبصوت واحد وهذا من العرف الذي تعارف
عليه المجتمع الجزائري لأنّه يقرأ الفاتحة تبركا.

في المقابل صليت البارحة لإوّل مرّة صلاة الجمعة وراء إمام خلفا للإمام الراتب
الذي تغيّب لسبب: لم يحمل العصا رغم أنّ العصا أمامه وهي من السنن والمستحبات
للخطيب، قلّد غيره في الأنف المزكوم، تحدّث عن الفتنة بشكل عام دون أن يحدّد
الموضوع فعلمت أنّ الخطبة منسوخة من شيخ سعودي يتحدّث عن الفتنة بالمنظور
السّعودي، قال حتّى قلدنا الأوروبيين في فتنتهم وكان يقصد -حسب تجربتي-
الانتخابات والجزائر تمرّ بالانتخابات، ولم يدعو للجزائر طيلة الخطبة ولم
يذكرها بالاسم أبدا. وبعد الانتهاء من الصلاة رفض الجلوس مع شيوخ المسجد الذين
يقرؤون بعد صلاة الجمعة سورة الملك وبعض الآيات كما هي سنة أهل المسجد وعرف
المجتمع.

كان على الإمام أن يحترم عرف المسجد ولا يطعن في الإمام لأنّه من الفقه أن
يحترم المرء عرف الدولة والمجتمع والمنطقة والمسجد والهيئة والشخص والإمام.
وكان الإم سيّء الأدب حين رفض الدعاء للجزائر طيلة الخطبة.

ذكّرتني هذه الحادثة بالعام الماضي حين أقيمت بالمسجد ذاته احتفالات مولد
سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وحضرها جمع من الأئمة الذين أثنوا على
المبادرة وتحدّثوا عن فضائل مولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فتقدّم
إمام وتحدّث عن “وفاة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟ !” وكان هذا سوء
أدب وقلّة أدب من الإمام وقلت حينها وكتبت: لو استدعى والي الولاية الإمام
ذاته لحضور حفل زواج ابنه هل كان الإمام سيلقي كلمة عن الوفاة أو الطلاق؟.

خلاصة، الإمام الجزائري الذي لا يدعو للجزائر في دروسه وخطبه ومواعظه فاسد
مفسد لا يصلح لدين ولا دنيا خاصّة في الظرف الحرج الذي تمرّ به الجزائر ولا بد
من التعامل معه على أنّه ملف فاسد كغيره من الملفات الفاسدة التي مازالت تهدّد
أمن الجزائر وسلامة المجتمع لا يمكن التسامح معه بأيّ حال من الأحوال.

تعاني الجزائر فتن متراكمة تهدّد المجتمع وقد مسّت جميع الهيئات والوظائف
والمصالح دون استثناء –أقول دون استثناء – والإمام الذي لا يدعو للجزائر عمدا
في خطبه ودروسه ومواعظه فتنة لا يقلّ خطورة عن التماسيح التي أرعبت الجزائريين
طيلة عقود ونهبت وخرّبت وأفسدت.

من العرف الذي يعيشه المجتمع الجزائري منذ قرون هو الدعاء للجزائر من طرف
الإمام والشيخ والعجوز والشاب والمعلّم والموظف البسيط والمسؤول والشاعر
والكاتب والمؤرّخ والطبيب والمهندس وغيرهم كثير ومن الغدر بالجزائر أن لا
لايدعو الإمام الجزائري للجزائر التي رفعته عاليا فوق منبر سيّدنا رسول الله
صلى الله عليه وسلّم الذي يعتليه الخلفاء والسّلاطين والعلماء والفقهاء.

أغتنم الفرصة وأتقدم بالتحية والمحبّة والتقدير والشكر والعرفان لكلّ إمام
يدعو لوطنه ولكلّ إمام جزائري يدعو للجزائري بالاسم وفي كافّة المناسبات وطيلة
حياته ويحثّ على الدعاء للجزائري.

 

الشلف – الجزائر/معمر حبار

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع