الحقيقة تخلق المال والأكاذيب تدمره

133

هواجس عابرة للقارات
الحقيقة تخلق المال والأكاذيب تدمره
و أنا أقرأ كتاب ” قوانين المال ” لسوزي أورمان استوقفني القانون الأول ” الحقيقة تخلق المال و الأكاذيب تدمره” وهذا القانون يرسخ لقيمة الصدق المالي و نحن نعلم أن الصدق يهدي إلى البر كما جاء في حديث حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم عنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إنَّ الصِّدقَ يَهْدِي إِلَى البرِّ، وَإِنَّ البر يَهدِي إِلَى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا». متفق عليه.
تقول الكاتبة متحدثة عن هذا القانون :” إن هذا القانون يعد أكثر القوانين أهمية ،إنه ينبع من النظام الأخلاقي العام والداعي لنبذ الكذب أو شهادة الزور كما أنه من أكثر القوانين سهولة ونحن نراه يتحقق حولنا كل يوم …كخطوة أولى لفهم هذا القانون فكر في الكيفية التي يراك بها العالم ،يستطيع الناس قول الكثير عنك من خلال الانطباع الأول ،إنهم يرون ابتسامتك و أسنانك وعينيك وشعرك و ما إذا كنت تهتم بأظافرك وطريقتك في المشي والتحدث ، من هذه العلامات يمكنهم معرفة وتقدير عدد من الأشياء عنك بالإضافة إلى هذا الانطباع الشخصي الأول المهم الذي تقدمه للعالم عليك أن تقدم أيضا انطباعا ماليا أوليا ” وحتى تفهم هذا القانون جيدا تقدم لنا الكاتبة مثالا حيا من الواقع فتقول : ” تتوقف اثنتان من الأمهات أمام إحدى المدارس واحدة خلف الأخرى لأخذ أطفالهما ،تقود الأم الأولى سيارة عائلية عمرها تسع سنوات عندما تخرج من هذه السيارة تراها ترتدي ملابس عمل أنيقة ولكنها ليست على الموضة وطفلها يرتدي ملابس عملية أما الأم الثانية فسيارتها براقة غالية وهي سيارة حديثة للغاية من النوع الذي يلفت أنظار الناس ،عندما تخرج الأم الثانية من السيارة تراها ترتدي سترة تحمل ماركة معروفة وطفلها يرتدي ملابس تحمل أحدث الماركات وحقيبة ظهر يحسده عليها جميع الأطفال . تأمل هاتين السيدتين للحظة ما انطباعك الأول عن كل منهما من الناحية المالية ؟” ستقول أن الأولى ليس لديها المال بينما الثانية غنية لكن لو عرفت بقية التفاصيل عن المرأة الأولى بحيث أنها تملك سكنا ولها وظيفة محترمة وتدخر من مالها وعندها رصيد في البنك أما المرأة الثانية التي تراها غنية فهي في الحقيقة لا تملك بيتا ،بيتها عن طريق الإيجار وهي سيارتها مؤجرة وعليها الديون ،فهذا هو الكذب المالي أن تعيش فوق قدراتك و إمكاناتك من أجل الناس وهذا سيدمر حياتك المالية فالصدق المالي أن تعيش وفق قدراتك بلا ديون وتستطيع أن تدير حياتك المالية بحكمة فالذين يكذبون ماليا على مستوى الأفراد أو المؤسسات يسيرون إلى الهاوية وستأسرهم الديون التي لا يخرجون من سجنها.
*الكاتب والباحث في التنمية البشرية :شدري معمر علي *
alichedri@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع