الحضور في الغياب

142

مع افتتاح الدخول الثقافي من طرف وزيرة الثقافة السيدة المحترمة “مليكة بن
دودة ” والفاعلين الثقافيين في مختلف المجالات ، قرأنا عن احتجاجات بعض الكتاب
والشعراء عن عدم إرسال لهم دعوات للحضور و في الحقيقة هم أسماء ساهمت في إثراء
الساحة الإبداعية على مدار سنوات ومن حقهم أن يطالبوا بالمشاركة في عرسهم
الإبداعي …
الكاتب إنسان شديد الحساسية وكثيرا ما يحتاج إلى رد الاعتبار فإرسال دعوة له
للمشاركة في مهرجان ثقافي يشعره بالوجود و الأهمية وخاصة الكتاب الذين يعيشون
على الهامش في المدن النائية البعيدة عن مركز صنع القرار الثقافي ..فطول
النسيان وعدم الاهتمام تقتل في المبدع روح المبادرة وتذهب عنه ذلك الألق
الإبداعي ..هذا هو المأمول ولكن لنفترض أن هذا الكاتب لم يتلق دعوة من الدعوات
ليس في مهرجان او مناسبة ثقافية واحدة بل هو منسي لسنوات ..و أنا أقرأ قائمة
المدعويين استحضرت أصدقاء مبدعين كبارا ليسوا كبار السن و إنما مبدعون من طراز
عال من الجلفة و سيدي عيسى والبويرة و أدرار و الشلف و غليزان …
هؤلاء غائبون عن هذه الأعراس الثقافية لكنهم حاضرون إبداعيا وكتابيا عبر إصدار
الكتب و كتابة المقالات وتنشيط ولاياتهم ثقافيا بتقديم محاضرات فالحضور الأدبي
الحقيقي ليس بكثرة المشاركات في المهرجانات و البرامج التلفزيونية و الاستمتاع
بالأضواء والشهرة الكاذبة .
هل أنا حزين لعدم مشاركتي في هذا العرس الثقافي ؟ و هل عدم دعوتي هو اعتراف من
مسؤولي الثقافة بأني غير موجود إبداعيا ؟ الحقيقة منذ أن بدأت الكتابة لأكثر
من ربع قرن كنت أؤمن بأن الحضور الحقيقي للكاتب هو عبر النشر والكتابة فالكاتب
رسالته إنتاج الأفكار و تأليف الكتب و إضاءة الزوايا المعتمة في عقول القراء ..
كن حاضرا يا صديقي فبالكتابة تنسى أحزانك وتشعر بالقوة والشجاعة فأنت تملك
سلاحا فتاكا عابرا للقارات تملك قلما ” أقسم الله به في كتابه الكريم ( ن
والقلم وما يسطرون (1)” سورة القلم “لقدصدقت الكاتبة الألمانية ” آن فرانك ”
عندما قالت : ( أستطيع أن أتخلص من كل شيء و أنا أكتب حيث أن أحزاني تختفي
وشجاعتي تولد ).
*الكاتب والباحث في التنمية البشرية شدري معمر علي *
alichedri@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع