إني وعدتك سآخذك للنهر
خذ هذا المنديل
لا تبكي
كفكف دموعك
إني وعدتك
سآخذك للنهر
لنعبر للضفة الأخرى
كي نلهو ونمرح كالطير
لا تنسى
ألبس معطفك
إن الأجواء باردة
في وسط النهر
ولا تنسى أيضا
أملآ حقيبتك بالخبز
والفاكهة والتمر
إن الخبز والتمر
قد يشبعك عند الظهر
وكما وعدتك
ها نحن على ظهر العبارة
فتشبث بذيلي ردائي
لا تبارح مكانك
لا تتركني
وكما ترى
إن العدد يزداد
عن الضعفين وأكثر
فلماذا يصر هذا الحشد
ويتدافع كيوم المحشر
العبارة ملآى بعدد لا يحصى
العبارة تميل يمينا ويسرى
والماء القدر أقوى
يكتسح العبارة ويتخطى
ولا زال طفلي
يتشبث بذيلي ردائي
يطلق كركرة تلو الأخرى
يضن أن الأمر
مجرد لعبة
لا تخلو من مزحة
لكن النهر الهادر
أحيانا لا يمزح
بل يغضب
لسوءة المرء
وتصرفه الأعمى
العبارة بدأت تغرق
وأنا أولول وأصرخ
يا ولدي يا كبدي
أترك ذيل ردائي
أمسك بيدي
انزع حقيبتك عن ظهرك
كي أحملك على ظهري
الحقيبة وحدها وجدت
طافية فوق النهر
وطفل يلتف برداء
امرأة مفقودة
لطفي شفيق سعيد
22 أيلول 2019
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.