إلى العابرين من هنا

136

بقلم جمال الدين العماري/

أُلَوِّحُ بيدي
إلى العابرين من هنا
لا كلام لديَّ أقوله
فرغتْ جُعبتي
المكان هو المكان
لكن الزمان تغير
لا شيئ تغير في موطني
غير صيحات
و أنَّات زاد صداها
و سنابل  اشتاقت الغيت
و أمل سئم الإنتظار
لازالت نِسوة قريتي تزغرد
كلما عاد صاحب الدار
برغيف أسمر
لازالت الجدة تحكي
و لازال الصبيان يلعبون
بالمُتلاشيات
فلا تنتظروا مني الكلام
جف قلمي القديم
و استعرتُ واحداً من إبني
سأظل أكتب
حتى إن متُّ مرتين
في الحياة و عند الموت
هذي أوراقي نقشتُها بروحي
أي بريد سيحملها
إلى الذين يعيشون بلا عنوان
فما أصعب أن نعيش في وطن
أضاع العنوان
المكان هو المكان
لكن الزمان تغير
الشيوخ رحلوا
و الأطفال كبروا
سكان قريتي
لا يُثقنون غير الأكل
و التناسل ..
الحكي عن أمجاد وَلَّت
و انتظار السراب
لوحة قريتي تآكلت
و الزمان تغير

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع