إرهاب الطرقات بين غياب الوعي والعامل البشري..من المسؤول ؟

178

رضوان شيخي/

تطالعنا الصحف ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي كل يوم أخبار عن حوادث السير وجرائم تركتب تحت مسمى “حوادث المرور ” كل دول العالم المتقدمة تحسب لهكذا قضايا ألف حساب وتوضع لها مخططات عاجلة تتكفل بها الحكومات وتدق نواقيس الخطر وتتجمع المكونات الفاعلة والمسؤولة لدراسة الظاهرة والعمل الجاد والصارم للقضاء على المشكلة والخروج بأفكار إستباقية إستشرافية لعدم حدوثها أو على الأقل للحد من وقوعها.. ولكن يا للأسف الأمر يختلف تماما عندنا نحن البلدان المتخلفة وبخاصة العالم العربي  نرى الأمر وكأنه قضية عادية وربما سياسيو بلادنا العربية والإسلامية لا يرونها قضية من أولوياتهم ؟ أيعقل ؟؟؟ أكيد لا يعقل أبدا

بل ووصلت بنا الدرجة أننا كل يوم وكل ساعة نسمع عن كوارث طرقية تحصد الناس كالنار في الهشيم، و أرواح تزهق و أعمار تسرق، ونفقد فلذات أكبادنا و تنهب منا أطفالنا ونحن لا نشعر …شيئ جد مؤسف جد محزن جد مؤلم ولا يشعر بذلك إلا من عاش لوعة الحادثة وكانت لديه تجارب مع فقدان حبيب أوعزيز أو فرد من العائلة والأقارب…

اليوم فقط جاءني خبر صاعق عن عائلة بأكملها ذهبت في غياهب الموت أربعة أشخاص من أم وأب ومعهم أطفال صغار !!

أمر لا يوصف بكلمات..

         قد لا نختلف مع من يقول بأن الأمر يحتاج لدراسات وأبحاث  علمية وأكاديمة تشرح وتدقق في هذه المسألة الخطيرة التي إن لم نهتم بها فسنظل نسمع ونسمع عن إرهاب الطرقات بدون توقف وبدون صوت ضمير ..

لكن لو شرحنا الوضعية بكثير من الصراحة والجدية ، ترى من المسؤول عن هذه الكوارث المهولة التي أصبحت ترافق يومياتنا ؟ هل سببه نقص وغياب ثقافة المرور أم سوء الأحوال الجوية لها دور ولو جزئي فيما يحدث أم العامل البشري والتهور في السياقة أم في تساهل السلطات في منح جوازات ورخص السياقة ؟؟ أم أن الأمر يفوق إدراكنا ويصعب شرحه في كلمات بسيطة ….

قد لا نتخلف مع من يقول الأمر يحتاج لدراسات وأبحاث أكاديمية تشرح وتدقق في هذه المسألة الخطيرة التي إن لم نهتم بها فسنظل نسمع ونسمع عن إرهاب الطرقات بدون توقف وبدون صوت ضمير …

في إعتقادي يجب تطبيق صرامة في قانون المرور وعقوبات رادعة جازرة لكل مخالف أولا والسعي لنشر ثقافة السياقة وتوسيعها على كل شرائح المجتمع بدءً بالمدرسة وصولا إلى الجامعة ومؤسسات التعليم كلها وبمختلف أشكالها بل وحتى وضع تشريع مدرسي أو إدراج مادة في المراحل التعليمية الأولى كمثل التربية المدنية لم لا نضع حصة بتسمية الثقافة المرورية..

كذا التعويل على الإعلام بأنواعه خاصة منه الثقيل وبدل أن ننتظر من وسائل الإعلام الإتيان بأخبار جرائم الطرقات تسعى بدله لنشر أخبار وإعلانات للحد من الظاهرة.

ولا ننسى دور المنوط بالسلطات المحلية والإدارية في وضع مخططات في الدفع لتحسين الطرقات وتعبيدها بمعايير دولية ذات جودة عالية  ووضع إشارات المرور في أماكنها الصحيحة ومراقبة لافتات المرور التي بسببها أحيانا تقع أخطاء مرورية في المدن الكبرى وبخاصة في المناطق النائية والمعزولة كحال المدن الصحراوية وكذلك في الطرق والطرق السيارة ، والحرص على نشر علامات تدعو السائقين للإستراحة في حالة التعب والإرهاق وتوفير أماكن الراحة للمرتحلين والمسافرين…

والإستفادة من خبرات وتجارب الأمم والدول المتقدمة وبخاصة تلك الدول التي حدثت فيها مشاكل حوادث المرور بحيث يستفاد من مخططاتهم الميدانية والإستفادة من برامج المسطرة المستعجلة ولم لا حتى جلب الخبراء لهاته البلدان التي تعاني من خطر إرهاب الطرقات والتعاون الثنائي المتبادل في نفس المجال وفتح قنوات علمية وعملية..

ولن تكلل الجهود بالنجاح إلا إذا تكتلت الأيدي ونهضت مجتمعة بكل  وعي وصرامة  ومسؤولية في هذا التحدي الذي أضحى يهدد استقرار المجتمع وحياة الأفراد والجماعات والإنسانية جمعاء..

رضوان شيخي – الجزائر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع