أن تكون كاتبا

267
أن تكون كاتبا
آمال بن عبدالله

 

 

إن نجاحنا ككتاب لا يستمر إلا إذا كان ما نكتبه مرتبط بشكل أو بآخر ارتباطا وثيقا بحياة الناس بكل أجزائها وتفاصيلها، بمشاكلهم وقيودهم، أحزانهم وتهديداتهم وبكل أمراضهم المستعصية منها والبسيطة.
ففي عزلتنا التي ننشدها لسماع صوت إبداعنا الداخلي بعيدا عن صخب الحياة فلنحرص دائما على التواصل الدائم بالناس، نعيش بينهم ونحتك بتجاربهم، نكن أذنا صاغية وقلبا يحتويهم لنكون قلما يحملهم وحبرا يسكبهم على البياض.
إن عملية الكتابة ليست فقط استرجاعا للماضي ولتجارب عشناها نحن كأشخاص مروا على مسالك الحياة تأثروا وتفاعلوا بها بل إنها أعمق بكثير ، فهي عملية تفكير وتأمل هي إحساس يكشف لنا الحجاب لنرى أشياء كانت محجوبة عنا، حتى ذلك القديم الذي نسترجعه نكتشف فيه الجديد المدهش إذا ما أحسنا تأمله، فعملية الخلق لا تتم بدون عملية التأمل ، والكتابة لا تكون إلا إذا عشنا تجارب غيرنا وتجاربنا الماضية كواقع جديد ليس مكررا ولكن مبتكرا بصياغة جديدة متخيلة؛ بمعنى، الكتابة الابداعية ليست نسخا ولصقا للواقع كما هو أو أبجدية النقل الحرفي وإنما هي أصعب من ذلك فهي امتلاك القدرة على إعادة تركيب الواقع بشكل جديد ومضمون جديد يرتبط بالواقع ولكنه واقع جديد متخيل.
حين تكتب عزيزي الكاتب ؛ عليك أن تكون حرا ، تتنفس هواء حرا ، فالأفكار العابرة التي نلتقطها بشكل عفوي نصنع منها جسرا نعبر من خلاله إلى ذواتنا.
صدق حدسك دائما وأنت تخط حروفك الذهبية ، فلحظة احتضانك لقلمك تتزاحم الصور على عتبة ذاكرتك، فتختلط الوجوه.. وتسقط في عالم جديد، غريب، ومثير ..
لحظة الكتابة أزل الحواجز وكسر القيود لتمسك بمصائر مخلوقاتك الوهمية الراقصة فوق أوراقك وأنت محاط بأثير الهواء المغري .

تعليق 1
  1. شهربان معدّي يقول

    بوركت أستاذتي..
    طالما نكتب بدماء القلب..
    ونسغ الروح..
    والكاتب ضمير الأمّة ومرآتها..
    كم هي موضوعيّة مقالتك ورائعة
    في طرحها وصدقها.
    دام نبض قلمك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المقالات