(أنتِ طالق) وقصص أخرى قصيرة جدّا

531

بقلم: حسن سالمي

رحلــــــــــــة

     بحثت عن ذاتي بين صفحات الكون فلم أجدها. نظرت إليها في المرآة فإذا هي نقطة لا تبين..

“انفض عنك التّراب “

     ذبحت شهواتي، وعدت أبحث عن ذاتي في صفحات الكون…

“وفي أنفسكم أفلا تبصرون.”

     بعد سنين أخر:

“أنت النّقطة التي بدأ منها الكون”!

أنتِ طالق

     ريح باردة تهبّ، وأمّي تحملني على ظهرها تشقّ بي الوادي فتبتلّ ولا أبتلّ…

تكوّر أمّي الطّعام في يدها فأزمّ شفتيّ.. تروي قصّة عصفور لا يأكل … أفتح فمي و…

*****

أنا اليوم غير أمسي..

ما زلتِ في فسحة من قلبي حتّى هويتِ..

“إِمّا أنا وإِمّا أمُّكَ”! 

درس

     الفوضى تضرب في الفصل. يولد من ضلعها جنون أرعن. تفرخّ عواء ونباحا وصفيرا وضربا على الطّاولات…

     يدخل الأستاذ فلا يسكتون. لا يسلّم ولا يكلّم. يرفع مكتبه الثّقيل عاليا… ينزله فيسود صمت ثقيل.. يتأمّلونه بعيون مرعوبة: فارع الطّول، مفتول العضلات، موشوم الزِّند…

     للصّمت طنين..

“نبدأ الدّرس”!

بصرة

     سقطت من بطني أمّي كبيرا.. فكلّما تقدّم بي العمر تضاءلت، حتّى إذا جاء أجلي كنت كحبّة خردل!

ثور

“لِمَ لا تتزوّج؟”

” الحليب كثير في السّوق، فما حاجتي إلى بقرة؟”

القهقري

مسّني الماء يوما فسلت خاثرا كاللّبن، وخرجت إلى الشّمس فتشقّق بدني كأرض عطشى. مذّاك ما حككت عضوا من أعضائي إلّا سقط في يدي…

هرعت إلى الطّبيب.. أعمل فكره ومخابره.. بعد تبصِّر:

  •  آسف، أنت بلا روح!

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

آخر المواضيع