أليس ووترز:زراعة الأرض بدلاً من صناعة السيارات

481

أليس ووترز: زراعة الأرض بدلاً من صناعة  السيارات

(متى نقضي على مقولة هنري كيسنجر : “استهلكوا و نحن نفكر مكانكم” )

يرى خبراء اقتصاديون أن الغذاء  أمر خطير يجب على الدول أن تكون أكثر قلقًابشأنه، و لذا بات ضروريا التركيز على الاقتصاد الزراعي  و وضع خارطة طريق لتطويره من خلال  إطلاق مشاورات عامة  أو جلسات واسعة النطاق للمساهمة في تطوير خارطة الأمنالغذائي، و قد أطلق مفكرون غربيون شعار: “زراعة الأرض بدلاً من صناعة  السيارات”، إن أزمة العقار الفلاحي في الجزائر أثرت سلبا على تطوير المنتوج الفلاحي،إلى حد أن الجزائر أصبحت  تستورد  القمح و غبرة الحليب و حتى البقر  و مواد غذائية أخرى لتغطية العجز الموجود ، رغمأنها  قادرة على توفيرها  بل إنتاجها لو أولت العناية بالعقار الفلاحي،لكن؟؟؟

قيل عنها أنها أحدثت ثورة في طريقة التفكير في الطعام فيالولايات المتحدة كرئيسة مطبخ ، و هي التي ألهمت برنامج ميشيل أوباما لاتباع نظامغذائي أفضل في المؤسسات المدرسية، في كتابها الموسوم بعنوان: فن الطعام البسيط the art of simple food،  أحدثت أليسووترز ثورة في الطبخ والتفكير في الطعام في الولايات المتحدة، فهي تعملرئيس  الطهاة في بيركلي بكاليفورنيا ، و تديرمطعمها الخاص، فبالنظر لما تخلفه الوجبات السريعة ( الباردة)  من أضرار على ذاكرة التلاميذ و ذكائهم ، فتحتأليس منذ أربعين عامًا حربا على وزارة التربية لإلغاء الوجبات السريعة  داخل المدارس، ، وحثت الشباب على تعلم عاداتالأكل الجديدة ، لأنه بالنسبة لها ، كل شيء يتعلق بالتعليم ، وقد أثبتت ذلكبمساعدة ميشيل أوباما على تطوير حياته بوضع برنامج لتحسينالتغذية في المؤسسات المدرسية في الولايات المتحدة، و كان مؤلفها  في فن الطبخ البسيط باللغة الفرنسية أكثر الكتب مبيعًا ، حسب اعتقادها تقول أليس في لقاء صحفي: إن الناس لا يفهمون من أين يأتي طعامهم من جميع أنحاءالعالم، و تنتقد الشركات الكبرى في تكتمها عن كريقة الحصزول على الغذاء ، و توهمالمستهلك أن كل شيئ جديد ، وأنهم ينتبهون إلى الأرض ، و تشير بان الطعام المحلي هوالطريقة الوحيدة لإطعام الناس. يجب أن يزرعوا بدلا من صناعة السيارات.

يقول خبراء في التغذية أن علاقتنا  بالطبيعة والحيوانات وخياراتناالمجتمعية، من المخاوف الغذائية إلى الحلول الدائمة ، من الدوائر المعولمة إلى علمالبيئة الزراعية ، من السلوكيات الفردية إلى العيش معًا، تمثل تاريخنا المشترك الذييظل موضع تساؤل، إلا أن تحقيق الأمن الغذائي  يبدأ من السماح للمزارعين بالعيش بكرامة و توفيرلهم كل إمكانيات الزراعة و تربية المواشي لإنتاج الحليب  ومرافقة تحول نماذج الإنتاج و تعزيز اتباع نظامغذائي صحي وآمن ومستدام، و لذا فالجميع من وزراء و مسؤولين و منتخبين و حركة المجتمعالمدني  و كل الجهات الفاعلة في الاقتصادالاجتماعي والتضامن ، الصحة ، المنظمات غير الحكومية ، المنظمات الدولية الخيرية ،جميعا مدعوون لمناقشة ملف الزراعة، و ما يشمله من صناعة الأغذية ، التوزيع ، و التطلع إلى حاجيات المستهلك ، و الوقوف علىالمطاعم الجماعية ، من خلال  إطلاق مشاوراتعامة واسعة النطاق للمساهمة في تطوير خارطة الأمن الغذائي أما عالم الاجتماع كلودفيشلر فهو يرى أن النظام الغذائي العالمي يتطور اليوم، و الدول الناشئة و فيمقدمتها الصين  تغير سلوكها ، وتستهلكالمزيد والمزيد من اللحوم ، مما يطرح مشاكل بيئية خطيرة، بالمقارنة مع الهند الذييوصف سكانها بالنباتيون ، فالغذاء حسب الخبراء أمر خطير يجب على الدول أن تكونأكثر قلقًا بشأنه و لذا بات ضروريا التركيز على الاقتصاد الزراعي  و وضع خارطة طريق لتطويره لضمان الأمن الغذائي.

هذه رؤية غربية توضح كيف يفكر الغرب و ماهي الميكانيزماتالتي ينبغي وضعها لتحسين مستوى المواطن، إذ يفضلون الزراعة على صناعة السيارات، ويضعون زراعة الأرض في المرتبة الأولى على الصناعة الميكانيكية، خاصة بالنسبة لدولالعالم الثالث، و الجزائر كنموذجا أصبحت منذ تعاني من أزمة العقار الفلاحي، بعدماتحولت جل الأراضي الفلاحية إلى إسمنت، اي بناء فيها سكنات، و من الصعوبة بمكانطبعا استعادة هذه الأراضي الفلاحية،  باستثناء سحب العقار الفلاحي من المستثمرينالذين لم يسغلونه في البرنامج الغذائي، ما يلاحظ أن الجزائر تفتقر إلى سياسيةزراعية لوضع خارطة طريق زراعية، و ساهم هذا الوضع في نهب العقار الفلاحي ، والدليل ان الحكومة لجأت إلأى افستثمار في صناعة السيارات، باستعمال  اليد الأجنبية ، و في مقدمتها اليابان، عندماعبر رجال اعمال يابانيين عن رغبتهم في  الاستثمار بالجزائر، في شتى المجالات وخاصة صناعة وتركيبالسيارات مثل طويوطا و سيزوكيوغيرها و هو ما كشف عنهسفير اليابان بوهران ، على اعتبار ان السوق الجزائرية واعدةو كبيرة وهناك إمكانات كبيرة للاستثمار في مختلف المجالات، و التي من شأنهاالمساهمة في تنويع الصناعة الجزائرية على غرار الصناعة الغذائية و البتروكمياء والصناعة الصيدلانية و غيرها ، كان على الجزائر أن تختار نوع الإستثمار التي يمكن أنتربطه مع الدول المنتجة في مختلف المجالات التي لها علاقة بالأرض، و من ثمّ القضاءعلى  مقولة هنري كيسنجر الشهيرة: “استهلكوا و نحن نفكر مكانكم” .

وإن كانت المدن الكبرى بالحزائر تعتبر قطبا صناعيا بامتياز ، على غرار مدينة قسنطينة التي تعد قطبا صناعيا في مجال الميكانيك،و في مجال الصناعة الصيدلانية، لكنها ما تزال تشهد تأخرا في الصناعة الغذائية،فأزمة العقار الفلاحي في الجزائر أثر سلبا على تطوير المنتوج الفلاحي، إلى حد أنالجزائر  تستورد  القمح و غبرة الحليب و حتى البقر  و مواد غذائية أخرى لتغطية العجز، رغمأنها  قادرة على توفيرها لو أولت العنايةبالعقار الفلاحي، لكن؟؟؟، هكذا أراد بعض المسؤولين فيالجزائر الذين طبقوا مقولة هنري كيسنجر الشهيرة: ” استهلكوا و نحن نفكرمكانكم”، فكر مسؤولونا و جعل من المجتمع الجزائري مجتمعا مستهلكا، استهلك شبابنا المخدراتو الكوكايين و لبس “الشيفون” الذي يستورد من الخارج ، و هو إلى اليوميكابد المرض و الجوع، بعدما تحولت  مادة “البطاطا”  فيالجزائر إلى “فاكهة”، و أصبح المواطن الجزائري يأكل اللحم المستورد، دونمراقبة، و يقرأ المسؤولون ما تنشره الصحف من أخبار عن تعرض عائلات و طلبة جامعيونإلى تسمم غذائي،  كل هذا يؤكد على أن السياسة التي انتهجتها  الجزائرأثبتت فشلها، أو أن نتائجها لم تدرس بالشكل الجيد،  و تتطلب إعادة النظرفيها، و لكن ذلك يتطلب وقتا ، حتى لا نقول فات الأوان ، لأن الشباب أيقن واقعه، وتوصل إلى حقيقة مفادها أن دولتهم تضحك عليهم و هي تحدثهم عن التنمية، فطالب بـ:”التغيير”  عن طريق المسيراتالشعبية أو ما يسمى بثورة 22 فبراير 2019.

علجية عيش

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

آخر المواضيع