يولد العظماء من رحم المعاناة

189

للكاتب عبدالله بكري/

لطالما سمعنا هذه المقولة التي يتناقلها الكثير من الناس ولكن لا نعرف حقيتها، ونظنها كلمات عابرة ولا نعطي لها بالا، وفي حقيقة الأمر هي واقعية وحقيقة، فكم اناس حولنا كانت لهم بدايات صعبة وحكايات مليئة بالوجع في محطات كفاحهم وجهادهم في هذه الحياة، ولكنهم اصبحوا بعد ذلك عظماء مجتمعاتهم ورموز اقوامهم، لأن الأزمات والصعاب التي خاضوها كانت تجربة واقعية بالنسبة لهم، اكتسبوا من خلالها المهارات وتعلموا مالم تعلمهم به المدارس والجامعات، فكانوا بعد ذلك أكثر نضجا، واكثر حكمة واكثر معرفة بهذه الحياة. فأصبحت تجاربهم طريق عبور لتجنب مشاق او صعاب تواجههم فيما بعد، وان واجههوا سيكونون اعرف واعلم بكيفية التعامل معها، فيحققون نجاحات باهرة يشار اليها بالبنان ويكتسبون عظمتهم من هذه النجاحات التي اساسا لأجلها تألموا حتى تعلموا كيف يوصلون لها.
فإذا راجعنا قصص الناجحين لوجدنا الكثير من المعاناة في بدايات مشوراهم، فهذا قدوتنا محمدصلى الله عليه وسلم اعظم شخصية في تاريخ البشرية، عاش يتيما في طفولته، وتحمل الأذى في دعوته،وغادر من مكة متخفيا، ولكنه عاد اليها فاتحا منتصرا، وأصبح الاسلام في كل بقاع العالم، وكل هذا لصبر وتحمل النبي صلى الله عليه وسلم على كل الصعاب التي واجهته واقتناعه بعظم الرسالة التي يحملها.
وكذلك هناك نماذج عالمية عديدة في عصرنا الحالي استطاعت ان تشق طريها نحو النجاح من خضم المثبطات، مثال على ذلك “جاك ما” مؤسسة ورئيس مجموعة علي بابا للتجارة الالكترونية، والذي يعد أغنى رجل في الصين، فقد كانت بداياته مليئة بالانكسارات، ويذكر عنه انه تقدم الى اكثر من 30 وظيفة فرفض، ومنها ما حصل له مع مطاعم “كنتاكي فرايد تشكن” عندما افتتح له فرع فى الصين فتقدم 24 شخصا بطلب للحصول على عمل بالفرع ومن ضمنهم جاك ما، ولكن تم قبول 23 ورفضت قبول جاك ما، حيث كان الشخص الوحيد الذى رُفض، وتقدم بطلب للدراسة في جامعة هارفارد وتم رفضه، ولكنه لم ييأس ، فلتحق بإحدى الجامعات التي ينظر اليها في الصين بأنها اقل الجامعات كفاءة، وهي جامعة هانجتشو، وبعد تخرجه عمل معلما للغة الانجليزية لمدة 5 سنوات براتب 100 إلى 120 يوانًا، ما يعادل 12 إلى 15 دولارًا أمريكيًا شهريًا، فدفعه راتبه البسيط إلى البحث عن مصادر أخرى للكسب، فطرأت على باله فكره التجارة الالكترونية بعد تعرفه على خدمات الانترنت، فإشترك معه عدد من الاصدقاء، وجمعوا 60 ألف دولار أمريكى لإطلاق موقع “على بابا واستمرت النجاحات تتوالى إلى ان اصبح من أثرياء العالم.
وكذلك لا ننسى قصة نجاح سليمان الراجحي الذي كما يقول “جمع القرش على القرش” الى ان اصبح صاحب مصرف من اكبر المصارف السعودية، وكانت له بدايات مليئة بالمشقة والجهد والعناء، فقد ذكر انه كان يجمع البلح لأصحاب المزاع مقابل بضع ريالات، وايضا عمل حمالا، وبمشيئة الله ثم بجهده وكفاحه استطاع ان يؤسس مصرف من اكبر المصارف واوسعها انتشارا في المملكة العربية السعودية.
واخيرا : فإن الصبر والارادة والعمل على تحقيق الأهداف، هي أساس أي نجاح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع