يا ليبيا ياجنة

492
يا ليبيا ياجنة
بقلم / أ. حسن أبوقباعة المجبري
خُطت في بنغازي 25 مايو 2012

(1)
إعتلوا المنابر عنوة
خمدت نيران حاتم ببارود عروة
لطالما تغنت ليلي
بأهازيج زرياب ونجوي
ورددت:
الجودة والجود ولأجواد”
ثلاثة إنداد
إن غابت عنهم غاب الزاد”
وحكم القاضي!!
**
(2)
لا لا لم تكن نزوة
لطالما أطرب المتنبي حاتم
و كل الحضور
من آخر النهار
وتسامروا للأفجار،للفجور
وصفقن كثيرا كل من استرقن السمع
من الجواري الراقصات
الناثرات لماء الورد والعطور والبخور
حواء ، نعيمة ، سوسن ، قمر ، شمس
نجمة ، مرورا بخديجة حتى فدوي
****
(3)
لم يأبه
الأحفاد لما بين جنبات أرفف إذاعة شارع الشط
ولا في الأرفف بشارع عبد المنعم رياض
ولا في مكتبات الجامعات
والمخازن
حرقوها ببارود ومدافع
ونصبوا
كل الصعاليك
وتوالوا
كعروة بن وردٍ
مؤقتاً
يعبرون عبور
*********
(4)
لم يأبهوا
الي اللاتي كنً في الجلسة يتمايلن
يصدحن في قصر المنار كشاعرات
مرددات كلمات بن ثابت
ياليبيا ياجنة
بكل السرور وحالة غرور
******
(5)
لم يأبهن
بكلمات الأصفهاني
وهو يستميل الحالمات بالرقص
“انتي راك ريدي
أنتي فرحتى انتي ضحكتى انتى بسمتى وتنهيدى
انتى ليالى عيدى”
********
(6)
أطفؤا الأضواء
ثم ناموا على وسائد الملايين
في سنوات الضياع
لا يريدون الاستيقاظ
فضلوا الاختباء عن الظهور
******
(7)
استبدلوا نار حاتم بشموع يامن
واندسوا بين حريم السلطان
ثم رقصوا على أنغام الكنائس
وفي رؤؤسهم باتت
كؤؤس المعتق بمختلف
ألوان الخمور
********
(8)
يالا الفجيعة
يالا الفضيحة
يالا الفجور
يا خيبة أبناء أدم
وسكان مكة
وشعابها البوادي
وعرب يثرب والطائف
أبناء الحضور
******
(9)
أيها السادة الكرام
السادة والسيدات
الحضور
تلك آيات لساعة
نسوقها اليكم
فهل أتاكم حديث الحروب ؟
وغالبا ومغلوب ؟
أمغربا في الشرق يغربُ؟
أمشرقا في ساعة غروب ؟
هل أتاكم حديث الجبال؟
حين تنهزم الرجال
وتنتهي القمم انكسارا
لتواريها رمال ؟!
هل أتاكم حديث الصباح
حين تشتد الرياح
وتنتهي الدنيا عويلاً
فنحيبا وضجيجا وصياح ؟
*********
(10)
أتتلي آيات قرآننا في محراب عيسي ؟
أيمضوا أولادنا بشموع الكنيسة ؟
أيوقدوها هناك في مقابر
ويرتلوا الفاتحة على قبر لمجهول
وبين ثنايات قبور؟
*********
(11)
عصفت رياح بما لا تشتهي السفن
فقد أتاهم حديث الحكيم
خالقا لكون عظيم
ليوقفوا
كل المظالم
أو يكونوا كهشيم في جحيم
***
(12)
ايها الفقد الشهيد
الراحلون
في العهد المجيد
ايها الركب الوليد
الحالمون
بآيات الصالحين
” بعيد وراء عيد
وفرح وتشييد
وشعر وتمجيد
ونعمة ورغيد
ولا عبد وسيد
الله أيطول في عمره “
أين ؟… أين ؟… أين؟
فقد قتل العقيد وصار الفقيد
وهل رحل زمن التعقيد؟
*****
(13)
ايها الركب السعيد
هلموا لنستغرب
الهتافات من عمق الحناجر
والأغاني وسهرات الرقص
في مونديالات الجمال الجديدة.
فالنهود تجرأت وهاهي تلوح وتتراقص من بعيد
جأت من جديد
للصدارة تريد أن تستعيد
هاهن قد وصلن مبكرا لمنصات التتويج
قبل المؤذن والمعربد و زمرة الحراسة
والخفر الرعديد
(14)
هلموا لنشهد تقديم قرابين البشر
بإختلاق الوشاية
ووصاية الغانيات الجواري
والليالي الحمر
و بالتزلف والتمجيد
لكل سلطان جديد
لكل سلطان جديد
لكل سلطان جديد

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المقالات