و هو خير لكم

183

جميلة جداً و رائعة تلك الأخبار التي حفلت بها الأيام الماضية من إعلان تطبيع لبعض الحكومات مع الكيان الصهيوني و قد يستغرب البعض كيف أن تلك الأحداث هي أخبار رائعة فهل هي رائعة بسبب أن الكيان الصهيوني سيسمح للمسلمين بالصلاة في المسجد الأقصى ؟

هل لأن ذلك سيكون سبباً لقيام دولة فلسطينية ؟

أم لأن ذلك سيحقق السلام في الشرق الأوسط ؟

كل الإجابات بالتأكيد لا .. فلن نصلى في المسجد الأقصى لو فتحوا لنا الأبواب بل حتى لو عُرضت علينا تذكرة سفر مجانية شاملةً للإقامة و الطعام لأن الصلاة في هذا الوقت تعني اعترافاً بسيادة الكيان الصهيوني و هذا أمر بالتأكيد لن نقبل به كشعوب فخروج المحتل أولاً ثم الصلاة بعد ذلك فلا صلاة قبل التحرير و من يريد أن يقارن ذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر قبل فتح مكة فلأن قريش لم تكن محتلة لمكة و غاصبة لأراضيها بل فقط كانت رافضةً للدخول في الإسلام .

و لا .. لأن الكيان الصهيوني لم يرضى و لم يقبل بقيام دولة فلسطينية حال ضعفه فكيف سيقبل بذلك عندما يكون قوياً و معترفاً به من قبل بعض الحكومات في الشرق الأوسط ؟

و لا .. لأنه لا سلام مع أحد طالما هنالك أرض محتلة .

إنها أخبار رائعة فقط لأن الذين كانوا في صف القضية فيما مضى لم يكونوا جميعاً صادقين بل كان منهم خونة تظاهروا بمناصرة القضية و استغلوا وجودهم في الصف الفلسطيني لقتل القضية و لخدمة الكيان الغاصب و تحقيق مكاسب من وراء ذلك و إن وضوحهم اليوم و خروجهم من الصف الفلسطيني سيخفف الحمل بالتأكيد و لذلك سننتظر بشغف خروج بقية الخونة من الصف لتستوي الصفوف .

نعم كم ننتظر بشغف خروج البقية لإعلان التطبيع حتى لا يبقى في الصف و الخندق الفلسطيني إلا الصادقين و عندها لن نقلق من خيانة قد نتعرض لها و نحن نرسم طريق العودة و الذي لن ينكشف للعدو مثلما كان يحدث في السنوات الماضية و عندها بالتأكيد ستعود الأرض كاملة و سنصلى مطمئنين بمؤذن صادق و إمام خاشع و جنود فلسطينيون يحرسون بوابات الأقصى ) وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ( البقرة آية 216 .

 

محمد الدباسي

مؤلف و كاتب صحفي

رئيس التطوير في اتحاد الكتاب و المثقفين العرب

maldubasi@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المقالات