ويبرعم الوفاء

316
ويبرعم الوفاء 
صالحة كرناني / 
يدها لا تفارق مقود سيارتها ..راحت تتماهى في الشوارع الفسيحة ’ يجذبها منظر المباني الفخمة التي نبتت هكذا فجأة على الربوة الممتدة على الطريق المؤدي الى جبل سرا يدي أو “ايدوغ” كما يحلو لأهل المنطقة مناداته . تلتصق بعضها البعض في نسيج متكامل ..
-تساءلت : ماذا يعني هذا ..؟
-أين ذهب الإخضرار ..؟
ظلت يدها الموشاة ببعض التجاعيد الخفيفة , تزخرفها ساعة يدها الذهبية, هدية غالية منذ أمد عدلت من مرآة سيارتها , تتفقد ميكياجيها و تلاحق الكحل في عينيها , هل تسرب هو أيضا مع اللحظات المشرقة أم مازال يراود حلم امرأة تموت في خجلها ألف مرة كلما استدعت الضرورة لشق ستار الصمت ..
لم تطلق منذ سنوات صفاء سريرتها حمامة بيضاء . ربطت بإحدى قدميها رسالة أمل تهفو إلى عالم مضيء يشرق بالأمل و لأنها كانت شفافة و واضحة , لم تستأ يوما بقدر هذا الاستياء و هي تلتهم الطريق تحت عجلات سيارتها نحو أعالي “سرايدي” كلما اقتربت أكثر هبت نسائمه العليلة تدغدغ روحها و الذكريات..
حاولت اختصار الطريق عبر المسالك السهلة,فمنذ طفولتها لا تجتاز إلا الطرق المستقيمة , لا شأن لها بتاتا بالطرق الملتوية .. عزاؤها الوحيد في سيرها صمتها , ما فتي يبرعم كالوردة الندية تنعش القلب برغم ثقل مرور تلك السنوات أوقفت السيارة في المكان المقصود,ترجلت عنها تقدمت الهنيهة تقيس بخطواتها مدى اشتياق المكان الذي زرع في قلبها غصنا أخضر ريحان يعبق بقوة المكان .. لم تخطط لهذا اللقاء , انما كان نداء الوفاء للذكرى و لوقع أقدام تتقدم صوبها, تتناهى ضئيلة إلى أذنيها.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع