ومَن أخفى الحقيقةَ عن حبيبٍ

177

شعر عدنان عبد النبي البلداوي/

 

لماذا العينُ فـارَقها المنـــــامُ

أتشكو ضَيْـمَ ما فَعَلَ الهيـــامُ

كأنّ القلبَ يـَعلمُ مــــا أسَرّتْ

فهَسْهَسَةُ الشِغافِ لها اهتمـامُ

تُراقِبُ هَمْسَ سانِحَةٍ تجَلـــتْ

لــتَـأويــها فــتأتـَلـِقُ الـمـَهــامُ

فنَهْجُ الصدقِ ليس يَمِسُّ زَيفاً

ولايــدْنـو لِــعِفَّــتِـــه اخْتــِرامُ

يطـوفُ مُحَدِّثا عَبــَقَ النوايــا

لِيَـــعْلـوَها التألــــقُ والـوِئــامُ

ثِمارُ الحُبّ إنْ دانـَتْ قُطُــوفَا

يَلِيــــقُ بها التَعفُفُ والصيــامُ

إذا أغْرى الفُؤادَ صفاتُ حُسْنٍ

سيذكر خيرَ ما كتب الكرامُ :

بــأنَّ الـــوِدَّ إنْ رامَ ارتِقـــاءا

بنَظـــرَةِ عِفّةٍ يَسْمـــو المَـرامُ

دُموعُ العينِ إنْ صَدَقَتْ رُؤاها

مَراسِيــــمُ الوِصالِ لها تُقــــامُ

يَدومُ الوَصْلُ فـــــي ألَقٍ وعِزٍّ

إذا ســــادَ التَـعَـقُـلُ والنظـــــامُ

فَكـــم مِــــنْ نَزْوَةٍ أوْدَتْ بـحُبٍ

فَضاعَ الحُبُ واشتــدَ المَــــلامُ

ومَن خانَ التَوافُقَ فــــي مَســارٍ

فجُرْحُ الـودِّ ليـــــس لــه التِئـامُ

وإنْ لاذَ الحــوارُ بثَــوْبِ شَـــكِّ

ولـــم يُفْصِحْ ، سيَتْبَعــه انفِصامُ

ومَن أخفى الحقيقةَ عــن حبيـبٍ

فمهمــا طـــالَ يَفْضَحُــه اللثـــامُ

غصونُ الشوقِ تبقــى يانِعـــاتٍ

إذا شمــــسُ الصــراحةِ لاتُضامُ

ومَن زرَعَ الوفاءَ برَوْضِ صِدْقٍ

وصانَ ثِمارَه ، ارتفع المَقـــــامُ

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع