ومرت الذكرى

175

فاطمة الزهراء بولعراس/

ومرت الذكرى

حزينة وصامتة يلفها السؤال

الحب يسترق السمع

إلى آهاتنا

والسراب يبددها

فوق آمال تركناها رمادا

من أعمارنا

وما العمر إلا وجع

وذكريات

لا تسل عن الوجع

واقرأ في عيون الصبر

ما وقعته بقايا الأحلام الماضية

اقرأ

إذ زرعتُ ورود القلب

في حديقة العيون

حينما الأرض كانت تضيق

بحلمنا

وحبنا

أتذكر

إذ سقيته بدمعها

وأفضتُ عليه من سنا الجفون

لأن الأنهار

كانت ولا تزال

تفيض حسكا وشوكا

وأحجارها الصلدة

كانت تدمي أقدامنا

وتعثرنا

فننكفئ على خيباتنا في التجافي

والظنون

مياهها تبلل أحلامنا

كي لا ننتشي ونبيت نرقص

من رجفاتنا

أتذكر؟؟

إذا كان زادنا العدم

وأنسنا ولهونا

(عوازل) تلهو

بطيب اللحظات

ياعمرا تبعثرت أوراقه

في الحنين والنكسات

خابت أيامي في الردة

والجنون

أتذكر؟؟

إذ كنا نرى عصا الخوف

تستطيل أمام كل الأسئلة

والساحرة العجوز

كشّرت عن أنياب من لظى

أحرقت به أنفاسنا

أسلمت سنا عيوننا

لريح جهله المأفون

أتذكر؟؟

إذ حط بنا الصبر

في محطة العذاب

أسلمنا للقهر

يلفنا في وسواسه

والردى يحتفي

بجراحنا

يرشها ملح الشجون

ما كان أحلى وردنا

الذي مازلت أحيا بأريجه

وأزدهي

لكنك تشقى به

ولا ترى فيه سوى

شوك مسْنون

وتبيتُ تحرس أيامنا

ساهما

و أنا أغرق في حلم

تصنعه الذكرى

وصمتها الحنون

لكن الذكرى هذا العام

تمر حزينة وصامتة

يلفها السؤال

أكان وهما عمرنا

أم سيكون؟؟

 

فاطمة الزهراء بولعراس

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع