خاطرة أدبية
وادهوس قطعة من الروح
مهداة: إلى أبناء حيي ” وادهوس ” أحبكم جميعا.
عند مدخل حيي ” وادهوس ” تدخل فتحتضنك الأفراح والمسرات وتنتشي روحك برحيق الحب والخير والسلام ،تدخل مرة واحدة ولا يمكن أن تخرج منها ،مهما ابتعدت و نأيت فتبقى قطعة من روحك ترفرف في أزقتها و شوارعها ،تتلاطم أمواج الذكريات في شغاف قلبك ،يهتز الشوق في روحك كما عصفور بلله القطر.
تدخل إلى وادهوس صغيرا محملا ببراءة الطفولة وطهرها وتمضي بك سنون العمر فإذا بالشيب يلون شعرك ليرسم لوحة بلوني السواد والبياض و تكتشف أنك مازلت لم ترتو من نهرها الذي احتوى طفولتك وشبابك وكهولتك.
آه يا وادهوس يا قطعة من الروح ها أنت تقيدين فؤادي بحبك و تضربين عليه بسياج الشوق الملتهب فلا أجد مفرا منك إلا إليك.
على تربتك أخطو خطوات نحو بحار الحكمة والتأمل ،أراك كما لم يرك أحد ،أنت لست مجرد نهر يعاني العطش من سنين ولم يجد يدا رحيمة تزيح عنه مخلفات البشر ،أنت لست أزقة و شوارع و أناسا كادحين لفحتهم شمس الزمن الحارقة ،أنت قطعة من روحي ،ابتسامة من وحي طفولتي ، دمعة حبر نفثها قلمي لحظة غرق الوطن في برك الدم والدموع ،أنت أحبتي الذين رحلوا في صمت الأيام وهاجروا الأوطان وهم في صقيع الغربة يحنون إليك و يشتاقون إلى ضمك والبكاء بحرارة على ترابك الطاهر.
وادهوس أنت أنا و أنا أنت ،نحن روحان لن يفترقا.
الكاتب والباحث في التنمية البشرية
شدري معمر علي