هواجس الثمانين

158

هواجس الثمانين

لطفي شفيق سعيد

هذه الخواطر كنت قد كتبتها قبل عشرة سنوات وكان عمري حينها ثمانين عاما وبعد مضي عقد من الزمن وبعد أن أصبح عمري تسعين عاما أعيد نشرها لتظهر أن كل شيء لم يتغير في حياتي وحياة معظم العراقيين المغتربين الذين يعيشون في الشتات وإن العمر يمضي بهم بسرعة وكأنه يوم واحد وخلال ذلك لم يتحقق شيء من امنياتهم فلماذا هذا وذاك؟

هي فصل من فصول العمر
فلتسمها كما شئت حياة
سوف أحكيها إلى الناس
قبل أن يدركني الممات
وأمضي في سبات
يومها عشنا أكثر العمر هباء
وعناء وشقاء
أهو هذا هو المقسوم
أم هو نوع من غباء؟
كانت الأيام تجري مسرعة
كان فيها من الظلم ياما كان
إنما الأيام فيها مثلها مثل الأخريات
أو كما المكتوب بعلم الغيب
أو على لوح الزمان
هي كالحلم العميق
يتمنى النائم فيها أن يستفيق
أو كما تظهر القشة
في عين الغريق
كان في الساعة عقربان
عقرب يركض خلف عقرب
عقرب يلدغ رقما ثم يهرب
تلكم الساعة الشمطاء
في وهن تدور
ربما يوما من الوهن تخور
إنها تمضي وتطلق (تكتكات)
(تكتكات,تكتكات)
وكما العمر محض (تكتكات)
وكصوت الميزاب
حين ينهي عزفه
ويسيل الماء منه قطرات
ثم يغدو (تكتكات)
يومنا هذا كما كان
نبتغي منه طوق نجاة
يوم كنا نغرس الآمال فينا
ونغني في ليالينا
(يا ليل وين الصبح يا ليل ملينا)
وكما العمر فإن الصبح راح
راح مسود الجناح
وسمعنا الديك في الأصباح صاح
انهضوا إن الصبح لاح
أي صبح أيها الديك لاح؟
لم نر نجمة الصبح المنيرة
بل رأينا النجم في عز الظهيرة

لطفي شفيق سعيد
مدينة بوسطن في 29 أيلول 2013

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع