هـذا العراق
الحاج عطا الحاج يوسف منصور
هذا العراقُ وما أدراكَ معناهُ
شعبٌ عريقٌ ونُـبـلٌ في سـجاياهُ
به الحضاراتُ تحكي عِـزّ غابرِهِ
وحاضرٌ يشـتكي بـؤسًا مُحـــيّاهُ
كان العراقُ عراقُ الخيرِ لي وطنًا
واليـومَ تــاهَ وقَـبـلَ الـيـوم تَـيّــاهُ
فالحاكمون به بلـواهُ مُـذْ حكموا
بــه تجـلّـتْ عِـيـانًـا عـنـدَ مــرآهُ
فلا ضميرُ ولا دينٌ لِـمَنْ حكموا
ولا رجـالٌ وإنْ عُــدّوا فأشـبـاهُ
ذمّـوا الظروفَ وقالوا انّها سببٌ
هـذا الـتردي لها لسـنا فـعـلـناهُ
قلتُ النفوسُ تردّتْ فهي في دركٍ
يا أرذلَ الخلقِ أين الـحُـرُّ الـقـاهُ
مُـذْ كانَ لليـومِ حُـكامٌ هُـمُ خَـوَلٌ
طـبعٌ تَـطـبَّـعَ لا عِــــزٌّ ولا جــاهُ
صنيعةُ الغربِ باتَ الحُكمُ شهوتَهمْ
بـاعوا الـبلادَ لـهُ حسـبي هـو اللهُ
والشعبُ وا أسـفي ما زال في حُلُمٍ
متى يُـفـيـقُ يـرى للـمجـدِ مَـرقـاهُ
هـذا العراقُ وحُـكّامٌ بـهِ انـحـدروا
الى الـحضيضِ وفي الديجورِ مأواهُ
أدمى فـؤادي وقد عاينتُ حالتَهُ
وحـالَ شـعبٍ غـدا في الوهمِ مرعاهُ
فهو الطريدةُ يـغدو عـند سـكرتِهمْ
يـدورُ في فـلَـكٍ لا يــدري مَـغـــزاهُ
أرى عراقي عـراقَ الخيرِ مُـنتهبًا
شـعبٌ يُـعاني وحُكْمُ الـجـورِ أعـياهُ
لكـنَّ لي أمــــلًا يـومًـا يـعـودُ بـه
رجـالُ صـدقٍ الى الـعلـياءِ مـرقـاهُ
يبقى العراقُ عراقي والـدُنى دُولٌ
حتى وإنْ طالَ في الـوعـثاءِ مَـسراهُ
*******
الدنمارك / كوبنهاجن
الثلاثاء في 3 كانون ثاني 2023
الحاج عطا الحاج يوسف منصور