ملخص قصة العرس الوحشي:تأليف يان كيفيليك

1٬162

ملخص قصة العرس الوحشي تأليف يان كيفيليك وترجمة ميسون ضياء أبو الحب وتلخيص د. فيان النجار

اليوم أكملت قراءة هذه القصة للمرة الثانية حيث أهدتها لي المترجمة العزيزة ” ميسون ضياء أبو الحب ” . الآن هو متوفر على النت لمن يريد قراءته فقط يجب الإنتباه لترقيم الصفحات لتغدو تسلسل أفكار القصة صحيحة .

سبب إعادتي لقراءة القصة حافز قوي هو رجوع السبايا والمغتصبات من النساء الكورديات الإيزيديات بعد القضاء على داعش وتحريرهم من قبضتهم ولتفكيري العميق بمشكلتهم ومايعانون هم وأولادهم من جراء الإغتصاب كما فكر مؤلف القصة ” يان كيفيليك ” بتأليف هذه القصة الرائعة حيث جسم فيها المعاناة البشرية نتيجة الإغتصاب وترجمتها العزيزة ميسون ضياء أبو الحب لإنسانيتها ومحاربة فكرها لقضايا الإغتصاب المدمرة للنفس البشرية .
وتركيزي عليها لعوامل عديدة  كوني طبيبة كوردية ولتكرار قضايا السبي والإغتصاب لنساء شعبي الكوردي ولليوم من قبل الظلام وفاقدي الإنسانية والإحساس بحجج وفتواي يبتدعونها في كل مرة للقيام بها وبالجملة .
ولتركيزي الشديد على القضايا الإنسانية شعوراً ومهنة . ورغبتي الشديدة للقضاء على كل عمل غير إنساني مدمر للمجتمعات التي نعيش فيها
وأخيراً لأدع تركيز الكثيرين قوياً لهكذا أمور ولكل القضايا الحساسة التي تؤثر على دواخل الإنسان الغير مرئية وتهزه من الأعماق .
ولجعل الكثيرين الوقوف مع الحق بإنسانية ومنع حدوث هذه المواضيع المدمرة والحساسة قدر الإمكان في مجتمعاتنا لأنها ضد الأخلاق والتطور والإنسانية .

إعادة القراءة ذكرتني بأحداثها مجدداً وساعدتني لجعل تلخيصي لفكرة القصة ومغزاها الحقيقي ووضعها أمام الجميع صحيحاً مطابقاً مؤثراً ومعالجاً كما هي فكرة القصة الأصلية والأفضل قراءتها بالكامل من النت .

أحداث القصة كانت في فرنسا

عائلة متكونة من أب وأم لديهم مخبز يبيعون الخبز لأهل المنطقة التي يسكنوها في فرنسا . كان المخبز جزء من سكنهم . لهم بنت وحيدة أسمها “نيكول” كانت في بداية المراهقة جميلة وشقراء وهناك ابنة خال أسمها ” نانيت ” كانت تعيش لوحدها بعد أن هجرها زوجها وبعد وفاة أبنها الصغير     .
بالقرب من منطقتهم كان هناك معسكر أمريكي  .كانت لإبنتهم نيكول صديقات يلتقون في المناسبات والحفلات تعرفت في إحدى الحفلات بطيار أمريكي أسمه  ” ويل  ”  أعجب بجمالها وأعجبت هي بعيونه الخضر كمراهقة . قام بتوصليها بعد إحدى الحفلات لنصف الطريق إلى بيتها بسيارته بكل أحترام من دون أن يلمسها .
بعدها تعرف على أهلها بعمق وكان يشتري الخبز منهم للمعسكر بكميات كبيرة ولم يخطر ببال أهل نيكول بأن شاباً في العشرين يفكر بإبنتهم وهي في الثالثة عشر من عمرها . بعد فترة صرح لهم بأنه ينوي الزواج بإبنتهم بعد أن أخبرهم بانه يملك بيتاً ومزرعة في أمريكا وهو طيار في البداية أستغربوا لصغر سن إبنتهم الوحيدة لكن الطمع جعلهم يوافقون . جاء يوماً ليعلمهم بأنه سيتم سحب معسكرهم من فرنسا فجاء يودعهم وطلب أخذ نيكول خطيبته لتشاركه في حفلة التوديع التي سيقيموها في المعسكر . تهيئت نيكول وأستعارت حمرة شفاه والدتها ولبست أجمل مالديها وسرحت شعرها الذهبي المنسدل على أكتافها ولبست حذاء ذي كعب لتغدو أكبر من عمرها ، جلست في السيارة بقرب ويل الذي كان يسوق بتهور لسكره الشديد وكان بطل الخمر بين أفخاذه .  كانت سياقته تخيفها . طلبت منه مراراً أن يسوق ببطئ . وصلوا إلى المعسكر تفاجئت بخلوه من الجنود فأعلمها بأن الأكثرية أنسحبوا والباقين قلائل لإنهاء المهمات المتبقية . أخذها إلى غرفته وهي تسأل أين الحفلة وأين الباقين لكنه أراد إرغامها على الشرب وهي تمتنع لكنه أصر وقام برش الخمر عليها حزنت على ثوبها وبدأت تتوسل به أن يتوقف دون جدوى وبعدها نادى على أثنين من أصدقائه وبدأ يعرفهم بها كانوا سكارى يميلون مع مشيتهم ثم بدأوا ثلاثتهم بالهجوم عليها وإغتصابها واحداً تلو الآخر وبقسوة شديدة طوال الليل  وهم متمتعين بدم عذريتها التي تسيل بين أفخاذها وعندما أنهكهم التعب أنبطحوا أرضاً لايستطيعون على الحراك وكانت بوادر الصبح قد ظهرت قامت نيكول بلملمة جراحها وأخذت حذائها بيدها ثم فتحت الباب بهدوء وبدأت تركض بجنون لتنقذ نفسها منهم رغم آلامها ومعاناتها النفسية والجسمية وصلت للبيت دون ان يلمحها أحد من المارة في الطريق أو في البيت .
أهلها شاركوها الآلام ومصيبة الإغتصاب الثلاثي والذي نتج عنه طفل . حاولت هي وأهلها بشتى الطرق التخلص من ذاك الحمل لكن فشلوا وأستمرت طول فترة حملها سجينة في غرفتها . ولدت طفل بريئ من دون أثم لكن ليس بنظرها ونظر أهلها وكما مذكور في القصة وقع لحاله أثناء الولادة أي دون مساعدة أو سند وأعتبر وحشاً تمنوا موته لأنه يحمل الخطيئة والإثم سمي “لودوفيك” مختصره ” لودو ” أستمرت محاولاتهم اليائسة لموته من غير أن يحملهم إثم أكبر من خلال عدم الإعتناء به وتركه لوحده في مخزن الغلال  وإطعامه مرة واحدة بداية شرب الحليب الساخن حيناً والبارد جدا حيناً آخر وعندما كبر بعض الشيئ كانوا يدعون له وجبة واحدة من الطعام في صحن يفتحون باب المخزن ويدعون الصحن ورائه من الداخل تعلم الزحف وبعدها التسلق على كل ماموجود في المخزن لم تكلمه أمه ولم تلتقي به سوى عندما تأخذ حاجة من المخزن ومن دون أن تعير له أهمية أو تتلفت إليه ولم يكلمه أحد فقط كان يسمع من خلال الجدران أصوات غير واضحة وكان يصرخ طيلة الليل حتى عندما كبر أستمر يصرخ ليلاً في نومه . قاوم كل محاولاتهم لموته والقضاء عليه . كان يتغوط ويبول على نفسه في المخزن دون أن يكترثوا لحاله ولم يلبسوه مايقيه من البرد . كانوا لايتمكنون تركه دون طعام بالمرة لمنع صراخه ولمنع أهل المنطقة سماع بكاء طفل جائع  والإستفسار لدى مجيئهم لشراء الخبز . كان في إعتقادهم لو علم أهل المنطقة بحادثة الإغتصاب والولادة سيمتنعون وقتها من شراء الخبز من مخبزهم وستنزل لعنة الخطيئة عليهم .  لودو كبر مع الجرذان في مخزن الغلال والرطوبة القاتلة والرائحة الكريهة لمكان لاينظف أبداً . وكان لا يتذكر كيف كانت والدته وجدته يتعمدون لضربه وسحله وتكميم فمه في مهده ويقولون بهذه الطريقة سنحصل على الهدوء ولايتذكر شيئاً من هذيان نيكول ليلاً من الكوابيس كلما تذكرت الإغتصاب .
الإنسانة الوحيدة التي هي خارج العائلة وعلمت بحادثة ولادته هي نانيت أبنة خال نيكول والتي كانت قد فقدت طفلها الصغير كانت تزوره في مخزن الغلال وتجلب له ملابس وملاعيب أبنها المتوفي ، تبدل له ملابسه وتتكلم معه وتحاول تعليمه وتجلب له الكعك وتقضي معه ساعات وكانت تقنعهم بأن يدعوها تأخذه الى شقتها لتعتني بي أكثر لكنهم كانوا يخافون من تسريب قصته للمنطقة . هكذا أستمر وضعه لسنين وعندما بلغ الثالثة من عمره تقدم رجل ثري ميكانيكي ومتقدم بالعمر  أسمه ميشو لخطبة نيكول كان قد سمع بقصتها لأن الحقيقة لاتخفى بشكل نهائي  وزواجه هذا كان الثاني بعد موت زوجته . له طفل أسمه غوستاف يسموه ” تاتاف ” وهو أكبر من لودو . فرح الأهل بقبول شخص الزواج من أبنتهم المغتصبة والأهم من هذا سيبتعد لودوفيك عن نظرهم حيث لايطيقون رؤيته والإلتقاء به لأنه يذكرهم بالمأساة وينعتوه دوماً بالجنون .  أكملوا مراسيم زواجهم نيكول وميشيل بجو متشنج ليس له شبه بالزواج الإعتيادي وأكتفوا بإجراء حفلة عائلية مقننة لأن الطرفين كانوا محرجين هي تتزوج رجلاً كبير السن وهو صديق والدها وهو يتزوج من فتاة أغتصبت من ثلاثة ليلة بأكملها وانجبت من عملية الإغتصاب طفلاً غريب الأطوار لأنه ذاق أمر العذاب من والدته وأهلها حيث لم يرحموه يوماً . قرر ميشو الإعتناء به وجعله أخاً صغيراً لإبنه وبزواجه من نيكول سيدعها أماً لإبنه ويدع أبنه يتربى في جو عائلي مريح فقرر تحمل كل شيئ رغم مخاوفه من لودو على أبنه لسماعه بأنه مجنون حسب إدعاء عائلة زوجته الجديدة نيكول . عاشوا جميعاً في البيت الذي يملكه في منطقة قريبة تدعى الدغلية بعد أن هيأ غرفة لإبن زوجته لودو وكان يتعامل معه بكل لطف ودعاه لخدمة والدته بأن يقدم لها القهوة الصباحية وكرواسان مع الزبدة عند أستيقاضها من النوم كان لودو سعيداً لرؤية والدته يومياً وقيامه بهذه المهمة وهي كانت لاتكلف نفسها النظر في وجهه أو التكلم معه ، كان هو مبهوراً بجمالها وحبها ويتمنى في كل مرة عندما يراها وهي ترقد في الفراش أن يندس بجانبها ويتدثر بأغطية فراشها.  كان يقضي بقية أوقاته في مشاكسات مع تاتاف أبن ميشو وعند بلوغه سن المدرسة بدأ دوامه وكان تاتاف يرافقه للمدرسة وينجح سنويا . أما الصغير لودو يكمل كل سنة بسنتين ، وككل أقرانه أراد إهداء أمه هدية في عيد الأم حسب طلب المدرسة ، قام بعمل الهدية لكن طلاب المدرسة المشاكسين كسروا هديته فلم يتمكن من إهدائها لإمه فقام بسرقة مبلغ من المال من جنطة والدته وذهب لمحل قريب وأشترى لها خنجراً له مسكة تشبه كف اليد لأن والدته كانت تظهر تذمرها من السكاكين الغير حادة لديهم وأعتبر هذه الهدية ستفرح أمه كثيراً . عند وصوله للبيت وضع الهدية المغلفة على ساقيها حيث كانت جالسة على الكرسي الهزاز . عندما فتحتها زعقت ما هذا من أين أتيت بالنقود واضح هذه غالية الثمن أنت لص أنت سارق سوف ترجعها لصاحب المحل وأرغمته لإرجاع هديته لصاحب المحل وإسترداد مبلغها وإرجاعها لنيكول .  كان أحياناً يترائى له مشاهدة شبح والده الحقيقي من الظهر أو حتى من الأمام  لكنه لايميز وجهه حيث يغلفه الغموض والضباب .  تاتاف أكمل الدراسة الإبتدائية وأرسلوه الى مدرسة داخلية ليكمل دراسته فيها وكان ياتي للبيت أيام السبت وفي أعياد الميلاد ورأس السنة والعطل الرسمية . لودو كان يقوم بالأعمال التي يكلفه بها ميشو لترتيب الحديقة لأنه كان قوي البنية ومطيع ولطرده من المدرسة . جعل من حيطان غرفته مرسم يرسم عليها بقلم الألوان يداً كبيرة وخلفه عينان مرعوبتان وشعر أشقر وهذا الرسم يكرره دوماً وكان صراخه الليلي مستمر لا ينقطع ، ويتجسس ليلاً خلف باب غرفة نوم والدته وزوجها ميشو ليسمع كلامهم أو شجارهم حول قضيته لأن الأم كانت بأستمرار تود التخلص من لودو وميشو دوماً يحاول تهدئتها لأنه كان يتعاطف معه ولايقبل قولها عنه بأنه مجنون وأخبرته يوماً بعرضه على طبيب للأمراض العقلية لكن لم يتوصلوا معه إلى نتيجة لصعوبة تشخيص حالته لكن أستمرار تذمر نيكول من أبنها جعلت ميشو يصرح لها بأن له أبنة خالة تدعى راكوف وهي تدير مركز سان بول لأطفال الأغنياء الذين لديهم عوق ذهني وأغلبهم ليسوا أطفالاً بالمعنى الحقيقي ولكن هكذا يسمونهم وأصغرهم قد عبر سن الرشد ففرحت نيكول وقالت ولماذا لم تدعوها لحفلة زواجنا قال لأنك رفضت ذلك . ارسل ميشو رسالة لأبنة الخالة راكوف والتي طلبت بدورها معلومات مفصلة عن لودو وقبلته في المركز وأعلمتهم بوجوب زيارتهم له في أيام الأحد وأخذِه للبيت في أيام العطل . أحس لودو بأن بعده عن أمه أصعب مايكون رغم قسوتها الشديدة عليه وبدأ يحسب الأيام لمجيئ يوم الأحد لتحضر أمه وكان يؤكد للجميع بأنها ستحضر وتهيأ لإستقبالها وأنتظر خارج مبنى المركز لحين حلول الظلام . كان يغالط نفسه احياناً بسماع صوت سيارة والدته لكن لم يأتي أحد وأهل الأطفال الباقين حضروا ورجعوا إلى بيوتهم الكل كانوا سعداء ماعدا لودو حيث ذهب لغرفته يتأمل رسومه التي يرسمها على الحيطان نفس الكف ونفس العيون المرعوبة خلفها ونفس الشعر الأشقر ولم يحضر حتى لتناول العشاء مع الباقين تكررت أيام الأحاد وتكرر عدم مجيئ أحد للسؤال عنه . في أحد أيام الأسبوع حضر ميشو وتاتاف لزيارته سألهم للتو لماذا نيكول لم تأتي معكم ؟ تحجج ميشو بأنها مريضة لهذا لم تتمكن من الحضور والحقيقة هي ترفض رؤيته وكان قد صنع لها قلادة من المحار بعد تنظيفها وتلميعها وثقبها ولظمها سلمها لميشو كي يعطيها لها وتمنى أن تفرح بهديته تلك وأن يراها تلبس تلك القلادة . أعطاه ميشو بعض النقود وكان قد جلب له بعض الكعك الذي يحبه . كذلك عبر له تاتاف بأنه يشتاق له ولابد لهم من العيش معاً بعد رجوعه للبيت . كان يكتب لنيكول رسائل عديدة لكنه لم يستلم منها الجواب . ميشو كان يدفع اجور إقامته في مركز سان بول وكان فيها نظام خاص للعناية والترفيه بالكبار الذين يسمونهم الأطفال من وجبات الطعام المنتظمة والجلوس معاً الذكور يجلسون في جهة معينة والإناث يجلسون في جهة أخرى وغرف إقامتهم مفصولة عن بعض وممنوع وصول الذكور إلى قسم الإناث كان لودو يساعد بمشاركته الطباخين فين ودودو الزنجي بتهيئة وجبات الطعام للباقين . الباقين من الأطفال كما هي تسميتهم يساعدون في  أعمال التنظيف والترتيب والإعتناء بحدائق المركز . أستمر لودو مع نوبات صراخه الليلي ومشيته الليلية خارج الأبواب الداخلية للمركز والذي يحيطه سياج عالي لمنع خروج  أحد من المركز لأنهم إذا خرجوا خارج الأسوار سيتيهون حتماً في الغابات المحيطة بها . كان لودو يقوم بسرقة المفتاح للأبواب الداخلية ويخرج لحدائق المركز ليلاً ويتجول بها وكان يسترق النظر من خلال شبابيك الغرف ليرى الراقدين فيها وأكتشف من خلالها علاقة فين ودودو حيث رآهم راقدين معاً في غرفة فين وفي فراش واحد وكان بعدها يكرر السؤال منهم لماذا لاتتزوجون أو ينوه عن  علاقتهم ببعضهم ؟ كانوا يستغربون من أسئلته لكن يهملوه .  تعلق لودو بحب فتاة من بين مجموعة الإناث ممن يسموهم الأطفال تسمى ليزا كانت لها شفة الأرنب . نظراتهم كانت تلتقي خلسة وبتكرار . أيام السبت كان تخرج “راكوف” مديرة المركز خارج المركز لتكملة بعض الأعمال الخاصة بها وبالمركز . الفتيات المقيمات في المركز قرروا مساعدة ليزا لتلتقي بحبيبها لودو بعد خروج سيارة راكوف من المركز في مكان منعزل ووشى أحد أصدقاء لودو بإيصال الخبر لراكوف بعد مجيئها . طبقاً لتعاليم المركز هكذا شخص يعاقب بإرساله لمستشفى المجانين فأخطرت راكوف لودو بخبر إرساله لمستشفى المجانين لكن بعد عيد الميلاد حيث كان المركز يتهيأ لإقامة حفلة كبيرة لذوي الأطفال وحضور جميعهم مع الهدايا التي تقدم لأطفالهم . لودو كان الوحيد الذي لم يحضر أحد ليسنده ويقدم له هدية عيد الميلاد فأحس بأنه الوحيد في هذا العالم لايملك أحد ولا حب أحد والكل يتعمدون تركه ونسيانه . وقصاصه القاسي بإرساله إلى مستشفى المجانين لمجرد إلتقائه بالفتاة ليزا في مكان معزول جعله يفقد صوابه بالمرة .  وكان دائماً يكرر جملته بأنه ليس مجنون .  جميع الأهالي رجعوا لبيوتهم والأطفال لغرفهم بعد أنتهاء الإحتفال وخلت القاعة ونام كل من كان في مركز سان بول . عدا لودو نزل بعد أن تهيأ للهروب من المركز بلبس ما لديه وأخذ نقوده وكل ما لديه لرفضه الكامل فكرة إرساله إلى مستشفى المجانين . نزل بداية إلى قاعة الحفلة ليرى الهدايا المغلفة وقام بإشعال النار في محتويات القاعة وهرب بالصعود على السياج الخارجي للمركز والنزول من الصفحة الثانية وبدأ الركض وكان يتخيل بأنهم يتبعوه فلم يتوقف إلى أن أبتعد كثيراً فدخل إلى مقهى رحب به صاحبها ضناً منه بأنه من العمال الموسميين طلب زجاجة من الخمر دفع ثمنها وخرج بعد إن شربها وكان يترنح من السكر . أستمر في ركضه لحين وصوله للبحر حيث رأى سفينة راسية معطوبة وتحيطها المياه دخل فيها وقام بتنظيفها وعثر فيها على بعض المواد والمستلزمات التي سوف يحتاجها لإقامته فيها . وخصص له غرفة قام بترتيبها والإعتناء بها هيأ لنفسه فراش للنوم وكراسي للجلوس مما وجده في المركب أحس بالأمان وبأمتلاك شيئ لايشاركه فيها أحد وأخذ يكرر بأن المركب غدا عالمه الخاص وكان صوت إرتطام المد ورجوع الجزر تطربه وتنعشه وكان يذهب للمقهى الذي أشترى منهم الخمر ليتمكن من شرب الماء وشراء بعض الفطائر والمواد الضرورية لأن لديه نقود حيث أعطاه ميشيل لدى زيارته له ومعها بعض الكعك. عند نفاذ نقوده عمل لدى صاحب المقهى وزوجته كان يساعدهم مقابل بعض الأكل والشرب وكتب رسالة إلى نيكول ليعلمها بأنه حي حتى لاتحزن لربما تسمع بهروبه أو موته ضمن الحريق الذي سببه في مركز سان بول وأعطى عنوان المقهى وأعلمها بأنه يمتلك الآن بيتاً جميلا هو مركب خاص به تبعد قليلاً من المقهى الذي ارسل لها عنوانه ويتمنى زيارتها له .  بعد أيام حضر ميشو لرؤيته على العنوان الذي كتبه لنيكول وتعجب لترتيبه مكان إقامته في السفينة المعطوبة . أعطاه مبلغاً من النقود وأخبره بأنه ونيكول قرروا الإنفصال عن بعضهم . هي التي أعطته هذا العنوان تبعاً لرسالتكم لها وكان من الخطأ أن أعلمتها بعنوان إقامتك وأنت هارب من المركز ثم ودعه ميشو وسار دون أن يلتفت وراءه . في أحد الأيام كان يزور لودو المقهى لشراء بعض الحاجات الضرورية عندما أعلموه بأن الشرطة تفتش عن شاب هارب من  مركز سان بول .  جمعت الشرطة كل الملمين بموضوع هروب لودو مديرة المركز راكوف والطبيب النفسي الذي كشف عليه في المركز وعمدة المنطقة الذي كان همه بأن لايؤذي هذا المجنون أحداً في المنطقة وطلب من الطبيب تقرير مختصر عن حالته قال له الطبيب إنه مصاب ” بأختلال الوظيفي الذهاني ” وكان رأي راكوف بأن يكون إسترجاع مريضها الى المركز دون إيذائه أو تخويفه فأقترحت بأن يساعدهم شخص هو يثق بهذا الشخص كي يتم أستدراجه وخروجه من المركب بسهولة ثم أخذه للمركز ثانية بمساعدة الشرطة . وقع أختيارها على نيكول والدته لعملها بحبه الشديد لها حيث هي الوحيدة التي تتمكن من إخراجه وإنقاذنا من هذا المأزق . فأستعد الجميع للعملية وتوجهت نيكول وهي مرتدية نظارة وشعرها الذهبي المنسدل على أكتافها يلمع من أشعة الشمس وكانت عارية الأكتاف لمحها لودو وكلما كانت تقترب من سطح المركب كانت دقات قلب لودو تتسارع حتى لم يتمكن من الحراك ووقف مختفياً في الغرفة وهي مدت رأسها تناديه قال لها أتيت كي ترجعيني ؟ نعم كيف علمت ذلك ؟ قال لها بحزن لماذا لم تحضري في عيد الميلاد ؟ عاتبته بشدة بأنك لا تعلم ضروف الغير فقط تهتم بشؤونك فلننسى الماضي التعيس حيث كنت تخيفني كلما تحضر لي فطوري ولم أسمع منك كلمة ماما رغم إلحاحي بأن تقولها وأنت أيضاً لم تحضنيني يوماً ولم تقبليني وتبتعدين عني . لكن لننسى الماضي قالت نيكول قررت ترك ميشو لأنني سأتزوج من شخص أخر  . ومدت يدها بلطف لتداعب خده هيا قل ماما بدأها بصعوبة في الأول لكن بعد أن نطق وقال ماما قام بتكرارها ماما ماما وبأعلى صوته دون توقف وحضنها بشدة ولصقها بالحائط مع صور الكف والعيون الجاحضة والشعر الأشقر وأخذ يطرق رأسها بقوة على حديد المركب وهي تقاوم وأراد أن يزيل القناع عن الوجه الذي عذب طفولته ولليوم فنزل يديه إلى رقبتها أحس بالنشوة وبدأ يضغط ويضغط لحين أن سرت الرعشة في جسده وحررت اللذة الكبرى لودو . ورأى بعدها تكوم الجثة بين قدميه جلس بجانبها وفكر بأنهم سيأتون لأخذ إمه منه ثانية ويأخذوه لمستشفى المجانين حيث لا يراها ثانية فحضنها بشدة وهو يقبلها في شعرها ويكرر ماما ونزل بها إلى غرفة المحركات وشدها بجسمه بقوة كي لاينتزعها أحد منه بعد اليوم ونزل للبحر وحرر يده اليمنى منها كي يسبح وأتجه لعرض البحر وبدأ الألم والتعب لديه مجددا قال أني خائف  . فطوق أمه بكلتا يديه وترك نفسه يغوص في عمق التيار الذي أخذه مباشرة إلى الموجة العاتية .
تمت
التلخيص بقلم/  د. ڤيان النجار

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

آخر المقالات