لو استعطت
المايسة بوطيش
لو استعطت.
ولو استطعت، لكنت أدركت من أنا
وذاك الطرف الغزلي المعلق بين هناك وهنا،
وجه ملؤه ابتسامة تلتقط عواطف ضاعت هناك
وعلى كف الاشواق اسقيها بالدموع، هنا؟
ولو كنت ادرك من انا، ربما فراشة تلقح زهرة الصبار على التلال، هناك
محلقة بتيهي، هنا،
تحط ثكلى على عشب المرج، هناك،
تلد قصرا على شاطئ الغياب بين يدييها إشتياقي، انا.
ولو استطعت ان أدرك من أنت،
تظهر لي تارة انك الطريق وَ ظل الشجرة وانا تلك الخطوات المحتشمة التي تسير ببطئ لكي لا تزعج بصدى خطاها العصافير العاشقة في عشها.
انا طائر كثير السفر، لهناك
ونصفه الآخر ماكث يغزل الشوق قصيدا الذي سرق الكحل من احداقها، هنا.
انا النورس الذي قُصتْ اجنحته عمدا وعنادا، هنا
يلتقط اشلاءه، كحبات قمح لتلك السنابل التي بعثرتها رياح المواسم هناك وهنا.
انا أرض وشجرة واقحوانة
على ربوة عارية أنهكها حب ماكر،
أو ما شبه
أو حب لغم افل بعدما جرح
جرحه يئن لن يطيب، ابدا،
انا غيمة حبلى تطفو فوق مرج اشهب وروح منكسرة،
انا من قبلية السنابل والأرض السمراء.
انا غير موجودة في ممراته الذي يعبرها وهو كل الممرات الذي اعبرها وكل مدني والوطن.
انا لا شيئ بالنسبة له وهو كل الأشياء، هو الغزل بلا مشاعر وبلا إيقاع وأنا الهوي والخطوة التي من كثرة السير أصبحت، عرجاء،
أنا سيل من المشاعر وهو الغيمة الحبلى التي تمر مرور الكرام
على أرضي، وتحبس المطر،
انا نجمة ساهرة وهو قمري النائم في سباتّ في حضنها.
انا الكأس الذي فاض به وهو الخمرة التي يبخل ان ارتوي بها،
ولحد ما استدرك من انا، فلربما في يوم ما، ساسلخه من جلدي بالمنجل، أنا وادوس علي قلبي
إذا مرة أخرى حنّ له وعنه تحدث،
أو رسمت طيفة رفة طرفي الغزالي، أنا.
المايسة بوطيش، عين البنيان ، الجزائر