لحظة من فضلك يا زمن

16

لحظة من فضلك يا زمن

جميلة مزرعاني

 

طاف بي التفكير في فضاء الحسرة يستجديني لحظة أمان، لحظة واحدة تُسكِنُ أنّات العمر تغرقني في ثنايا نعيم الرّاحة يعوم مركبي في غيبوبة سكينة يعبر أقاصي مدن الهناء يسبر غور الطمأنينة المغيّبة منذ زمن.يتهادى بين ضفاف الورد على وقع وميض زرقة اللّازورد مغمورًا بالرّياحين والأطياب، تنهال على جبيني ذؤابات الشّمس تدغدغ خيوط شجوي المعتّق. ترتشف وجناتي ما طاب من شعاع أبهر تستنير ورودها الذّابلة تستعيد شفاهي بسماتها التي ترمّلتْ دهرًا تشدّني أطبع قبلي على أجنحة النّوّار الأبيض فتطيبُ جراح هشّمت شغاف الفؤاد. بودّي أخلد في نوم عميق لحظة بمقياس سنة تحدو لي برقة من عين القمر وغمزة من نجيمات فاتنات تطبع بصماتها على غضيض جفوني النّاعسة التي أركسها نعيق الزّمن توقظ يراعي المكفّن بالصّمت غافٍ في سبات عميق في سرائر الضّجر فينتصب مداده للنّور يسكب خمر الحروف يحتفي بمجد الأبجد العريق فتنتشي روحي بلذيذ الرّاحة تتنفّسني الصّعداء من عوائق الزّمن للحظة واحدة فقط.فنفسي تاقت لعرزال الأمان يهيّج أحلامي ثورة طيور مغرّدة في ربيع فتّان.

 

جميلة مزرعاني
لبنان / الجنوب
ريحانة العرب

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع