لا املك الأغطية للدقائق العارية

206

لا املك الأغطية للدقائق العارية

نجاح المصري زهران

تحافظ جدتي على الساعة المعلقة على الحائط تغسل الدقائق بمنديلها حتى ينام الليل تحت المصباح ، أزرار الوقت يا أولادي تكنس الطريق ، منقاره الفارغ أتى اليّ يحتسب غناء الشمس على الازقة الكالحة ، احتلتني النافذة التي تنظر إلى الفضاء تصغي إلى شعوب الأرض من خلال سلال القش حين تطيل النظر إلى اضطراب الغرف المعتمة والطاولة التي كُتب عليها ليست مستديرة بما يكفي ليستوي الناس في الحياة ،غدا حين نسافر الى جرح الهوية ، السلم الطويل الذي يؤدي الى القمر سينسى أننا نتذكر وجهه البارد فجدتي هناك لا تستطيع أن تحمي من ناموا بالسماءولا من أشقتهم الأرض وكثيرا ما راقبتُ الخوف في أفراحهم وكيف حاولوا أن يطبقوا علـيّ أسنانهم حتى لا يخرج طعم الماء من الحلق ،عنئد تحول شَعر جدتي الشائب الى توت أزرق فانتزعه بيدي لأحصل على خبرتها لكني اكتشفتُ أن ضحكتها حبيسة الوقت وأن ذراعها شمع مثخن بوجع الشعوب وقد حبست الغد في كمها كيّ أجلس على مقعد الدراسة عندئذ فهمت لمَ تتناقض الخراف في قطف شموسها وتصورتُ في وقت متأخر من الليل كيف تعوم الأحلام على الباب الخلفي من حواسي حين لم يعرفوا أطفالي كيف يغطوا إنساني من البرد .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع