كفُّوا عن اغتيال الياسمين ؟

235

كفُّوا عن اغتيال الياسمين ؟

جميلة مزرعاني

 

مُحبطة بيادر الحنطة في أدب جبران تتهالك على السّطور العتيقة، تنزف السّنابل قحطها تقشعرّ بُدون الوئام تزدريكم وأنتم تغالون في سرد مشاعر واهمة كاذبةبنكهة العسل المطعّم بمحلول الغلّ المموّه يوشك يخفي سحب النّفاق تتعثّر المعاني بوشاح الضّباب القاتم ، يجمد الكلام في فم البوح يدقّ ناقوس الحقد يدوّي في عقر الفصول المتعاقبة، يُفسخ خطوبة المواسم يبدّد طيف العناق الواهم يشتّت قطعان الوفاق المزعوم تتباعد الأكتاف في مشهديّة ساقطة تعرّي صدر الألفة المصطنعة يتداعى ذاك البرج القائم على الرّمال يفضح السّنابل الخاوية والحنطة المتعفّنة ، يهوي الياسمين من عُرى مجده يهتزّ الخفق يحرق لباب قمح شوّهته نفوس مريضة تتشاوف بقلوب بيضاء مغلّفة بغشاء الضغينة. عن أيّة محبّة تتحدّثون ؟ يا من قصمتم وجه القمر وبعثرتم ضياءه لتلقوا به في جبّ الرذائل حبّذا لو تقيّأتم سمّ غيظكم لكففتم عن اغتيال الياسمين الأبيض بسهام حقدكم اللّاذع . ألا ليتكم تسبحون في مرايا المحبّة بحثًا عن الرحيق المصفّى لتزوّدوا به قلوبكم الزاهدة بقناع الرّياء. ولنغتسل جميعنا بأبجدية المحبة فنحرّر الياسمين من شِباك الضغائن القاتلة لعلّ يتفجّر الخير من أكواع الأيادي البيضاء فتحدثُ الحنطة ثورة الخبز المقدّس .

 

جميلة مزرعاني
لبنان / الجنوب

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع