كساح

187

على أعقابها ألتفتت
وقلـّـبت المشاجبَ .. ما عليها
فطورا بالشذى فرحت
وبعض الطيب أدمع مقلتيها
وفرّت مزنة أبقت
من الريش الرمادي
تناثر في فضاء الله
جناحا يخلعون مساء
فيرتدّون ولدانا
ويهدي الكحل نافذة وضيئه ْ
وراء الظل لاهثة ً
لتطرده
جليد ٌ معدن الظل
سما ميتاته لحمه ْ
من الذكرى سداها
ليطـّرد الحديث بلا فوارزْ
يغربل سحنة الكلمات
ويقطف بيضَها سلات
ويضفرها
ويروي وردها وردا
يجذ ّرها
فآنية اللسان صَناع
وتنساب الشرائط في مفاوز
تمد الجسر من جلبابها أخرس
كساح في دفاترها الوبيئه ْ
أتون الذكريات سماد ْ
وحافلة الشجون بكت … قميئه ْ
كلوا فجـّا وأطفال لكم تضرس
أتنسانا شتاءات ٌ؟!
بلا بصمه ْ
مفاتيح العقول سدى
وأقفال بلا نجوى
تمد العين خارطة الضلالات
فذا ولى فمن آت ؟!
وسبـّابه ْ
تحذ ّر ظلها رقصا
من الغيلان والسيلِ
وعيد الريح للخيل
وظلمة ذلك الليل ِ
خزائنه تحدّق في ضفاف الدجنة الولهى
– لهاث الضارعين رماد –
ثكالاها اتشحن د ُمى ً بلا عينين
أيمنها ملوحة
لقانصة المصائر
وعرض البحر أشرعة ٌ حزينه ْ
جواثم ُ فوق أوردة السفينه ْ
كما الغربان في كنف المقابر

*****

سمية العبيدي
من مجموعة جدائل الريح

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع