شدري معمر علي/
قسّم الباحث النفساني الأمريكي ديفيد هاوكينز مراحل الوعي لدى الإنسان من 1
إلى 1000 بحيث يتدرّج مستوى الوعي لدى الشخص من 0 إلي1000 فيُمثّل 0 اللاوعي
و 1000 أعلى درجة في الوعي .
و يشير الدكتور هاوكينز إلى أن أكبر عوائق النمو الروحي تكون عادة في
المستويات بين 200 و 500 درجة.
حيث انّ كل مستوى يكون أقل من 200 يمثّل تدنّي كبير في درجة الوعي.
من 0 – 200 مرحلة سلبية.
من 200 – 500 مرحلة ممتازة.
من 500 – 700 قمة الايجابية.
من 700 – 1000 حياة جميلة فوق ما تتصور و على هذا المستوى تحدث الخوارق و
المعجزات.
و يضيف انّ حوالي 78 ٪ من سكان العالم هم أقل من ذلك بكثير, و أن القدرة
التدميرية لتلك الاغلبية قد تكون خطيرة للغاية و لكن المفاجأة أنه بوجود شخص
واحد لديه مستوى وعي مرتفع يمكن ان يخلق نوعا من التوازن.
والملاحظ أن أعلى درجة من الوعي يصلها الإنسان في هذا المقياس وهي درجة
التنوير والسلام والحب والحكمة والفرح هي ما ينشده الإسلام لأتباعه فالمسلم
غايته السلام و الحب والحكمة كل هذه القيم يعيشها هو ويقدمها للعالم وبالتالي
المسلم الحق هو في قمة الوعي حسب مقياس هاوكينز .
إليك عزيزي القارئ مستويات الوعي حسب سلّم هاوكينز : لتعرف في أي مرتبة أو
مستوى أنت ؟
1- مستوى العار:
في هذا المستوى يعجز الفرد على السيطرة على حياته و يخشى كثيرا آراء الآخرين.
2-مستوى الذنب:
في هذا المستوى يكون الشخص مازوشيا نوعا ما , كما انّه يبدع في إلقاء اللوم
على نفسه كلما سنحت الفرصة , و اتهامها و الندم المفرط ممّا يصل به الحدّ إلى
الانتحار!
3- مستوى اللامبالاة و الشفقة:
يكون الشخص في هذا المستوى المتدنّي من الوعي شاعرا باليأس و التشاؤم و العجز.
4- مستوى الحزن و الاكتئاب:
يعيش الشخص في هذه المرحلة حالة من الندم و الأسف و اكتئاب و قلق وتحسر على ما
مضى.
5- مستوى الخوف:
يرى الشخص العالم مليئا بالتهديدات و المخاوف فحيث يولي نظره يجدالأشرار و
المنافقين.
6- مستوى الرغبة أو الشهوة:
في هذا المستوى يكون المرء عبدا لشهواته و رغباته الحيويّة الى حدّ بلوغ درجة
الادمان .
7- مستوى الغضب :عند عدم بلوغ الأهداف و الرغبات المنشودة يشعر الشخص
بالإحباط و الغضب و بالسخط و الرغبة في الانتقام .
8- مستوى الفخر و الكبرياء:
يشعر الشخص في هذا المستوى بالاطمئنان رغم انخفاض الطاقة نوعا ما كما يشعر
بالفخر و النرجسيّة رغم ضعفه او قلة حيلته.
9- مستوى الشجاعة:
من بلغ هذا المستوى تظهر لديه القوة و يتميّز بطاقة الانجاز و الثبات و
التصميم لبلوغ أهدافه.
10- مستوى الحياد:
يكون الشخص في هذا المستوى اكثر مرونة مع الواقع , حيث لا يُحبّ اطلاق الاحكام
على غيره , كما لا يهتمّ بما يعيشه العالم .
11- مستوى الاستعداد:
في هذا المستوى يكون لدى الشخص اتساع عظيم في التفكير, فهو شخص اجتماعي يحب
الآخرين و يقدم المساعدة للآخرين .
12 – مستوى القبول: الأشخاص في هذا المستوى يدركون انّ لا شئ يسعدهم غير
انفسهم فهم لا يُعوّلون على أحد هم لا يهتمون بالفضيلة و الرذيلة و لا بالخطأ
و الصواب .بل يتقبلون كلّ شيء برحابة صدر .
13- مستوى الحكمة :
يرتفع الذكاء و العقلانية في هذا المستوى فيكون الشخص بعيدا عن الانفعالات و
العاطفة متحكما في مشاعره , فيصل إلى درجة الحكمة التي هي من سمات المفكرين و
العلماء الذين لديهم مستوى كبير من التصور و المعرفة والرؤية الواضحة.
`14- مستوى الحب:
و يقصد به الحب اللامشروط , الذي لا يتغير حسب الظروف , و الذي لا يتبدل بحسب
الأوضاع الخارجية… الحب هنا يعني السماحة والاهتمام ..
15- مستوى السرور والفرح:
يشعر الشخص بالطاقةالإيجابية ، متقبلا لواقعه مبتسما على الدوام و سعيدا
مستمتعا بحياته و منفتحا على العالم .
16- مستوى السلام:
نادرا من يصل الى هذا المستوى. , عندما يصل شخص الى هذا المستوى فإن العقد
الاجتماعية و الاختلافات العنصرية تتلاشى بنظره فيعيش سلاما داخليا لا يحمل
حقدا لأحد. .
17- مستوى التنوير:
هذا هو مستوى العظماء والشخصيات المؤثرة في التاريخ الذين يتميزون بحالة من
الصفاء الروحي وهم معدودون يملكون قوة الالهام و التأثير القوي في الآخرين.
وهناك من المفكرين والكتاب في العالم الإسلامي من انتقد هذا المقياس فقد تجاهل
قيم العدل والعفة والصبر وغير ذلك يقول الدكتور ” أحمد بن مسفر العتيبي ناقدا
هذا المقياس :
“هناك فضائل لم تُذكر في سُلًّم الوعي عند هاوكينز مثل الِعفة والإيمان والعدل
والصبر . وهذا يدلُّ على نقص هذا السُّلم وعدم شموليته كما تقدَّم . ولعل سبب
ذلك أن هاوكينز يعتقد أن بعض الفضائل تنوب عن بعض ، وهذا باطل في المفهوم
الشرعي ، لأن مفاهيم الإيمان والتوحيد لا يمكن إستبدالها بما شابهها .
الدِّين الحق يدور على أربعة قواعد لا مزيد عليها : الحبُّ والبُغض والفعل
والترك ، كما قرَّره ابن القيم(ت: 751هـ ) رحمه الله تعالى في كتابه الروح .
فيمكن التدرُّج في الوعي عن طريق معرفة أسماء الله وصفاته والتفكر في مخلوقاته
وما برأه في الكون والنفس .
والمقصود أن هذا المقياس لا يصلح للوعي الإسلامي ، ويبدو أنه أُسِّس لغايات
غير محمودة شرعًا وعلماً … والصواب إستمداد الوعي من نور الوحيين فحسب، وقد
تقرَّر عند الأصولييِّن أنه يجب على المكلَّف فعل المأمور به كُّله ، فإن عجز
عن بعضه وقدر على البعض الآخر ، وجب عليه فعل المقدور عليه “
الكاتب والباحث في التنمية البشرية شدري معمر علي
المرجع :
1-كرماجازين .
2- مريم كوكي ” اكتشف مكانك في سلم الوعي”.
3- د. أحمد بن مفسر العتيبي ” نقد مقياس هاوكينز” مدونة المتوقد.