في سديم الملح … قصيدة

191

هناك

أنا

معي سونيتة الملح

وسلة تحمل تلال العشق

هناك

أنا

معي عينان جاحظتان وشفتان غليظتان وسفن من ورق

ألا ترى

رسمتي

رقصتي

رئتي المعلقة في القصيدة

هناك

أنا

ألا تسمع صهيل حنجرتي

وخرخرة أنفي

وطقطقة إصبعي

أعتلي صهوة العشب

وتقدم

ستجد مراجيح ملثمة

ستجد المنفى والمدى

هناك

أنا

أنظر لراية الملح وهي تحلق

راقب ريش الهواء

سترى عيدان الدخان

هناك

أنا

ريثما تصل لبوابة الملح

سأقشر جذع التبغ

سأصيح في وجه القراميد والحصى

سأكتب تعويذة على جوانبها المليئة بالثقوب

هناك

أنا

خليج يتسع لبنادق الأرض

سهل يشطر خارطته لموكب القمح

وساحل يصلح أن يكون متحفا لمشردي العوالم القاحلة

هناك

أنا

بين ثنايا الزرقة

أصنع الجسور والمرافىء

لمن هم مثلي

غرباء

جوعى

مساطيل الهوى

للسائرين الى مواطن الرمل

للعابرين الى الشرفات المسكونة بالحرية

هناك

أنا

بعيدا عن القرافة

عميقا في سديم الملح

 

ايفان علي عثمان/شاعر وكاتب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع