يا جزءَ روحي المنقوص
من العلنِ ….
ذاتَ يومٍ
سأتركُ هذه البلاد ….
البلاد التي لمْ يتربى على آذانِها
غيرُ الذئابِ
وأسكنُ في البعيدِ ،
ليسَ هناكَ ما يخيف
بكلِّ هدوءٍ ٠٠٠
لا صوتُ الفجرِ يوقظني
لا شيءَ يحددُ هويتي
لا شواهد للقبورِ
سيكونُ هناكَ الكثير … الكثير
من أغصانِ الزيتونِ
سأبني لي بيتًا من القصبِ.
وأشتري تلفازاً لأشاهدَ
الأفلامَ القديمةَ الصامتةَ
وأضحكُ كثيراً عندما أتنبأُ بالأحداثِ
سأتركُ ركنًا لماكنةِ الخياطةِ
ولفافاتٍ من خيوطِ الصوفِ بكلِّ أشكالِها
و أنواعاً من المشروباتِ
على رفوفٍ صغيرةٍ
ستكون فوضى ملونة
لمْ يعتد الناسُ على رؤيتِها معاً
في مكانٍ واحدٍ.
سأصنعُ لي ملابسَ خاصة،
تشبهني …..
سأخيطُ لليلِ ثوباً مكشوفاً
لا يعرفُ أكلَ الشَّهوةِ
ستكون لي مكتبة صغيرة
أجمعُ فيها الكتبَ التي
اشتريُتها بثمنٍ بخسٍ
والتي استعرتُها من أبناءِ تلكَ البلادِ
تغريني تلك الروايات التي تصحبُني في دهاليزِها
كأنَّني أحدى فتياتِ الحيّ اللاتيني .
كلّ يومٍ أتسكعُ مع أحداثٍ جديدةٍ
لروائي أشكُ بأنَّهُ يعاني من انفصامِ الشخصيةِ
هكذا أحببتُ أنْ أشيخَ مع ملامسةِ الورقِ
معهُ يغفو الوقتُ وتطولُ لحظاتُ الفرحِ
التي تموتُ لحظة أرفعُ رأسي عن القراءةِ
سأضعُ في الحديقةِ الأماميةِ للمنزلِ،
برميلاً معدنياً،
لأحرقَ فيهِ كتبَ التاريخِ ورسائلَ الحروبِ
التي لمْ أقرأ….
كانَ علي أنْ أصلَ
حتى لو كنتُ بأكتافٍ ناقصةٍ
لأحدّدَِ أيَّ لونٍ لزفافي الأخير سأختار
لربَّما ٠٠٠
لن يمشي في جنازتي ……….
سوى العصافيرِ التي
قمتُ بإطعامها .
الأديبة نيسان سليم رأفت