فصلٌ من ضياء القمر،
ونرجسٌ من جمالِ الربي
ترجمة : بانة سيدة المطر
شعر”كزال ابراهيم خدر
1
مطر.. مطر
وسط قطراته الرقيقة
وإشراقةِ القمرِ الفضيّة،
ونسمةٍ خريفيّة يائسة،
وعيديّةٍ حزينةٍ
أبحثُ عنك ،
وأقول لك :
قلبي تفاحةٌ خريفيةٌ
مقسومة إلى نصفين،
وروحي نرجسةٌ
رحل عنها الربيعُ،
وناءَ بدونِ مواسمِ الزهورِ،
والقمرُ يخاصمُ الربيع ،
والنجمُ مفطور الفؤادِ
لم أقبّله بيومِ الوداعِ ..
والفراشات بغربةٍ مهاجرةٍ،
ومواسمُ الهدنةِ مع ليلي حزينة النوم
لا يطال روحي والدنيا متمردة
2
أبحثُ عنك
في ظلالِ بقعةٍ من سحابةٍ ملئ بمطرِ
روحي بين أصابعِ موسيقار
ملئ بنوتاتِ الخيال
يسرحُ مع ضفافِ نهر الدموعِ
والدرويش بطريقتهِ يتمايل
كم أحسّ أنَّ الدنيا لديَّ خراب
3
أبحثُ عنك
مثلَ فراشةِ ربيع رقيقة
حيث صور مهرجان
وردة حسناء مليئة بحسنِ انتظار،
والشمسُ صورةٌ حنونة
يدٌ ملونة كقزح أنثى
أقول لك :
وطني ذكرى صفصافة
وتحتَ أفياءِ غصنِك البان
أجعلُكَ اشراقةَ صبحٍ،
وريحانة عمري،
ورقراق نهري،
وعندَ أسوار بيتي
أجعلُكَ أسيري
4
كم أعشق
عندَ أسوارِ شبابيك فؤادي،
وعند لوحةِ أغنية حزينة
كمصباح
أضيئك عند وسادتي
أجعلك تمثالي كساعةٍ أعلّقك ..
إلى أن أجد الخلاص لأتذكرك دائماً
5
أريدُ أن أكون كصغيرةٍ بيضاء
بريئة كأيادي الربيعِ الباردة
امنحني خصلةً من شعرك
مع أمواج النهر أخلطها
وأقبّلُك الى ما لانهاية
6
لا أريد في ليلة اغتيالي
أن أرى سوارَ الثّلجِ
ذلك الذي أحرقَ جمال الندى
أريد من عطرِ أنفاسِكَ
نفحة ، ومن جمال عينيك
ترنيمة عشقٍ،
وغربة ليالي الوحدة المليء بآلام
عطورُ صدرِكَ رسمة
سأكون نحّاتاً،
وبكلِّ حريتي أشكّلُك
7
أريدُ من مرآةِ غربةِ روحي
كندى الوردِ والأوراق
وعند أطلال بستانك المهدوم
هناك قصيدة منكسرة ..
أقبّلُك لأرسم أجملَ لوحةٍ لشتاءٍ وثلجٍ،
وبين خصلاتِ شعرك أنثرها
8
أريدُ من شتائك الممطر،
ومن حتمية رجوعك
أمل عمرٍ ففصلي خريفي
مرآة غصنك البان
يصبحُ أجمل ، وعطرُ ملامح جسدك
تمتلئ نورا ، وملامحُك أزهى كقوسِ قزح،
وروحك شعلةٌ متقدة ، وصوتك يأخذ شكلك ..
يختلط بخمرك مطرٌ أحمر
يتراقص، ونورُ الشّمسِ
تصبح ذهبية أكثر
9
أريدُ من مرآة قلبي المكسورة ..
على ضفافِ عينيك
أجدني حتى آخرَ ساعاتِ هدوئي
تصبح رماداً أبقى في أحضانك
أقبلْ يا أنت،
وأدخل جروح جسدي
فبعدك لا عاشق لي،
وغيرك لن يشربَ
من بحرِ روحي
برائحة الربيع ..
