عراء القمر

عراء القمر

جيلالي بن عبيدة

و الظلام خراب تهشم على أسوار المدينة
رحنا نسمي الحرب سلاما
و رحنا نسمي الصباح مساء
و رحنا نسمي الموت حياة
تركنا لك الميراث وما نملك
ورحنا نسمي الغموض وضوحا
ووحدي أطرح أسئلة
إن شب شجار
أحط الغيوم طريقا ثم أنام
و رحنا نسمي الحكومة ما يشبه النار في العشب
رحنا نسمي التراخي نشاطا
رحنا نشيخ و نحن صغارا
و بان المشيب كثلج على قمة الجبل
يا لص العمر
أعدني الى أول الكون وحدي أفتش عني
و عني تفتش عني
اذا لم تر ال جثتي
جثتي في الماء اشرب كي ترى جثتي
سادرا تائها
في الكابة
هذا المدى
يقتفي ظل خطوي
اذ رأى جثتي
تبكي وحدها عن أبي أمي اخوتي
اخوتي في المدى ضاعوا
ثم لم يرجعوا
سادرا
أبكي و دمي
باح بالسرلي
و انا مثخن بالبرد و بعض النعاس
و ممحاة نصفها صيف
نصفها مطر
و أنا قلبكم / كحلكم / شمسكم / حبركم /خبزكم /
لهفة الخطوات تظللني
بالدموع و أفق المدى الفضي
نبوءات
في الجرح تخيط لنا بردة الفقراء
تخيط لنا ماء و جرارا و أقداحا
لا لون لكأس الموت
و لا لون لي
ثم رحنا نبيع الجند على شاطيء البحر
يا شاري الجند فالجند قد أكلوا لحم الفقراء
و راحوا يبعون لنا الماء بالظل
ناموا في الشط مخمورين على الرمل
كيف تباع الأوطان
في السر و العلن
أيها الجندي
لا أحب بلادي
فوجهك
سوف يعيش طويلا محروما من حلوى الليل
أرمي نفسك في النَّهر
كي لا تعبر عن رغباتك
عجل كي لا يقال انتحر
ايها الجندي
لن تهزمنا الأزهار
فهذي الأرض بلا حب
و بلا كره
فلماذا ذبحتم دمي
سادرا
و أرى الليل جرحا
و الأرض قاسية
أحتاج الى كفن
كي تراني
ترى وجهي
ثم أرسم ظلا أنا الان وحدي
أزاحم بعض الغبار
و هذا الظلام يقشرني
كالريح و هذا الحزن يعلمني الأفراح
يلوح لي في الصباح
و تقتحم الان أفراحه عزلتي

الشاعر جيلالي بن عبيدة
الجزائر