عتاب
المايسة بوطيش
أحببتك حبا لا وصف له،
و أهديتك من سنين العمر الأجمل والألذ،
و أزهرت مواسمها وكأنها
ورودا في فصل تربع فيه وداعة حلمي الطفل
أين نمى ثملا بعطر الورد،
وها إني أغازلك في حاضر
شحت فيه مشاعرك،
وصرت فيه كالقربان لا أقوى
على الشكوى ولا التحدي.
كنت في ناظرك مثل الطير
يغرد باسمك أينما حللت أينما َجدت،
بمشاعري أسمو وأدنو، لقربك،
وها قد سرقت الكحل من عيني،
وسكنت بناظري حيرة و بجوارحي الأرق.
لم تجرأ يوما تسقي اللباب وشوقي تلبي،
ألم تكتف بهجري وقد صكيت باب قلبك في وجهي
وقزمت عواطف حبي لك،
ألا تحنّ لتشدّ معصمي والسّير لجنبي
وتمسح بيدك دمع هدبي؟
آه، منك يا حبيب العمر،
لم أنل منك غير الجحود والهجر،
ألا تحنّ يا من امتلكت قلبي الطفل
الذي بطيفك يهذي طول الوقت؟
المايسة بوطيش، عين البنيان، الجزائر.