عاد تراباً

208

سردار محمد سعيد

تلك العيون الوامضة أعرفها
علّمت أصابعي العبث بزئبق المرايا
بالقبرا ت الناعمة
في المدن الغائمة
المستبدة
بالتوت النافر المتمرد
بالنوافذ الهادئة
بقطرات الندى ترسم على الزجاج جدداً
والخطايا المباركة
تخنس تحت سجادة الإنتهاك
في الليالي الموحشة
حوائي
وردتي ..
عصفورتي
فوق مئذنة تنتسب للسماء
في جحور معابد النمل
متى تلمسين الصلصال
لا تنسي الدفء
وتلاشي الزمن
مَن ،ومن ، مَن
منذ الف عام تنتظر
غص بلعوم بحبة رمان
ما ألذ النثر في الدمى البابلية
ما ألذ الاماليد المهجورة
ما الذ سرّ الغيوم
وطفو الزبد
في الموج النقي
على التفاحة الخالدة
على المن والسلوى
على راميتي بسجيل اللذة
فتشهق المشكاة بزهو اندلاق قطرات النور
عصفورتي
انتبهي الزجاج يأكل الندى
والستائر تدثرالعشب الأخضر
كم مرة عصف الصمت بك
حتى الحياطين خشعت
واتسعت مقلها
طاردت الجوع العتيق
لاتنشبي الشفاه في الرقبة
والأظفارفي البرتقال
توسدي اسوار المدينة الظليلة
تنفسي رائحة الماء
واستنشقي ريّا القرنفل
تواصَل انطفاء الفتائل
رويداً
رويدا
تكاد تخمد
لاتغلّقي الأبواب
العزيز بعيد
مري بيديك على طين الساقية
على صفحات تاريخ العربيات
على ام الحويرث
أم الرباب
ولادة الأموية
عليّة العباسية
إذبحي الديك
فلا هم له
غير خفق الأجنحة
والصياح
لا يطير
تجاهلي خشخشة الفجر
عربة العمر لا تعرف السكون
تصل القمة بعد عناء
إسألي صخرة سيزيف
انا صاحب الجنان
جنة حصيداً زلقا
جنة قاعاً صفصفا
وعدت عرجوناً قديما
انا فتاك المشتت الذهن
راية مزقتها الرياح
ريشة
ورقة نزعت من غصنها
خرقة في عواصف
رمثة
سيف مثلوم الحد
عشبة في خريف
زهرة غادرها العطر
اعوام حذف من فصولها الربيع
تركني النواسي قِربة فارغة
وابن ربيعة عاجزاً لا يستبد
فعلى اي حجارة أستند
عسير ان أصل المنتهى بهدوء
يخمد مارج الشمعة
يسعفني بلمسة مثلجة
احسني مثواي يا أحجار
واهمسي للجمر
لصل الرمل
الفتى الراقد في العتمة غدا تراباً.
ياعصفورتي ترابا
ترابا .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع