عائلة كوفيد
استمعوا جيدا لم أقوله لكم ،إنها ليست قصة من الواقعية السحرية ، لا تقولوا لي
ماركيز ومائة عام من العزلة ، أنا في عزلتي منذ شهر ، بل منذ سنوات طوال
فلقد.اعتدت المكوث في البيت مع أصدقائي الحيارى المتعبين من بحارة الفكر الذين
يعبرون شواطئ العالم ،يصارعون الأمواج العاتية ولكنهم في النهاية قلما يصلون
إلى بر الأمان .
القصة بكل اختصار عن عائلة كوفيد ،ليست كباقي العائلات المافيوية الضاربة في
السرية والتخطيط ، ليست كعائلة كوزا نوسترا الإيطالية أو عائلات بونانو و
كولومبو وجيونوفيز الأمريكية ،عائلة كوفيد الكورونية عائلة عالمية ،تنتشر في
صمت وتضرب بقوة ،صحيح أن قاعدة “omerta”أو قاعدة الصمت التي تعد من أهم مبادئ
المافيا فعائلة كوفيد الكورونية لا تخرج عن هذا المبدأ أو القاعدة ..اسمحوا لي
أعزائي أن لا أتوسع في الموضوع دعوني أحدثكم عن أحد أفراد هذه العائلة ”
كوفيد”فهو شاب في مقتبل العمر في التاسعة عشر من عمره ،نحيف الجسم ،بدأ عمله
الإجرامي العالمي الذي نبه إليه الأجهزة الأمنية من ووهان الصينية وهي عاصمة
مقاطعة هوبي وتعد أكبر مدينة فيها والأكثر اكتظاظا في وسط الصين ،في المطعم
الإيطالي “noimediterrano” الفاخر تناول كوفيد حساءه المفضل بالوطواط الذي
يتوسط الصحن الصغير ،كان هذا الحساء يكسبه قوة وطاقة و أثناء تناوله الحساء
جاءته مكالمة عاجلة ،أن فريق بحثي من الأطباء يخططون لاغتياله والقيام بأبحاث
مختبرية عليه ، في هذه اللحظة جن جنونه ،طلب من مرافقيه تجهيز حقيبة السفر
والتوجه لأمريكا ،قال كوفيد في قرارة نفسه سألقنها درسا لن تنساه بل كل من خطط
لاغتيالي والقضاء علي خاصة من جنود الصفوف الأولى …قال له مستشاره الخاص
السيد كوفيد لا تتجاهل خصومك فهم مسلحون بالعلم و نحن لا نملك إلا القتل
والدمار ،صحيح أننا لحد الآن متحكمون في الوضع ومسيطرون على دول العالم فهي
تضع لنا ألف حساب لكن استماتتهم في الدفاع عن شعوبهم وإيمانهم العميق
بالانتصار قد يقلب كفة الموازين .
قال السيد كوفيد بعدما مسح أنفه الذي يتدفق بفعل زكام حاد ، اخرس ،ما هذا
الهراء؟و كأنك عميل لهم ،طأطأ مستشاره الخاص رأسه وبدت على محياه علامات
الذلة والخنوع …
الكاتب والباحث في التنمية البشرية:شدري معمر علي