تحيّة حبّ وتقدير واحترام إلى طلائع الأحرار في الجزائر
لم يسبق لي أن شاهدت الشاشة الصغيرة بانتظام كما حدث معي منذ خروج طلائع الأحرار إلى الشارع يوم 22 فبراير عام 2019/م في مظاهرة حاشدة تلتها مظاهرات أخرى في كافة ولايات الوطن لا تقل كثافة عن نظيرتها في عاصمة الجزائر ،
مظاهرات من جميع الفئات العمرية والمشارب الفكرية ضد العهدة الخامسة اتسمت بالسلمية والانضباط والوعي ،تلتها احتجاجات أخرى تطالب بمحاربة الفساد الذي استشرى في البلاد منذ سنوات وبالتغيير الجذري على كافة الأصعدة من أجل بناء جزائر حديثة أقوى وأجمل وبغية تمكين الكفاءات الشابة بما تملكه من ثقافة وخبرات عالية من المشاركة في اتخاذ القرار من أجل ضخ دم جديد في شرايين مؤسسات الدولة
وتكريس جزائر العدالة الاجتماعية والحرية والقانون وتكافؤ الفرص أي التساوي بين كافة أفراد المجتمع في جميع مجالات الحياة مما يضمن العيش الكريم في رغد ودعة و تطور وازدهار وأمن و أمان لكل شرائح المجتمع في جزائر زاخرة بالثروات والخيرات،
جزائرلا يضام فيها أحد كفيلة بأن تكون في طليعة الدول المتقدمة وكيف لاوهي البلد القارّة مهد الشهداء الأبطال ومرتع الثوار ،فيا لها هبّة وطنية أبهرت العالم و ثورة بيضاء لم تسجل فيها خسائر في الأرواح والممتلكات ،إنتفاضة هادئة رغم ما هدرت به الحناجر، تؤطرها وحدة الصف والهدف أشاد بتحضرها العدو قبل الصديق ،فتحية تقدير واحترام للحراك الشعبي بمسيراته المليونية التي جابت مدننا ملتحفة العلم الوطني هاتفة بمطالب شرعية ضمنتها شعارات كتبت باللغة العربية وأحيانا بالعامية وأخرى بالفرنسية وحتى الإنكليزية رسمت الدهشة والاعجاب على وجوه المتابعين في الداخل والخارج ، لافتات أهم ما ميّزها الإيجاز ،كلام قلّ ودل عبّر عن آلام وآمل المحتجين بالعبارة الصريحة وعبر الكاريكاتير وحتى الكومديا السوداء التي تشيرإلى ما يؤلم بأسلوب لا تتمالك معه نفسك من الضحك،هتافات مرفوقة بالأناشيد الوطنية دلّت على مكانة الجزائرفي قلوب أبنائها الأبرارالذين يعوون جيدا أنه ما ضاع حق وراءه مطالب وأن رحلة الألف ميل تبدأ بالخطوة الواحدة ،فالمجد والخلود للجزائر التي كانت ومازالت وستظل عصية على أعداء الخارج الذين يتربصون بها الدوائر، حفضك الله يا جزائر العزة والكرامة ودام علمك خفاقا في ذرى المآثر (إشتدي أزمة تنفرجي قد أذن ليلك بالبلج )وإن غدا لناظره قريب .
نورة سعدي
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.