صفاء بالنا رمضان

335
صفاء بالنا رمضان
وعد فايز موسى

 

هبت نسائمُ الخير، فتزينت قلوبنا بالفرحِ الكثير، وأمطرت السماء بالسلامِ الوفير، وتجلّتَ بركاتٌ من ربٍّ قدير.. أُضيئت الشوارع من الجديد، وهلَّ الهلال والسعادة تزيد، كل الأوطان تحتفلُ بقدومه وتزفُّ الأناشيد، وتبارك للقريب والبعيد.. نُشر موعدهُ في الأنباء، حفرنا النية في قلوبنا وبدأ الرجاء، لنسمع الأذان ونُلبِّي النداء، من قول الله أكبر نُسيَ الشَّقاء، وساد بأرواحنا الرخاء، فسمع ربُّنا لمن حمد وقام بالاطراء، دعَونا له أنَّنا نحن الفقراء، الغارقين في العماء، من دونك يا ذو الإغناء، ارحم ضعفنا وابعد عنَّا الوباء، وانهينا بسلام على الملائكة الأتقياء.. أصبحنا وأصبح الملك لله قُلنا، ثم سطعت شمس النهار وكأنَّها تبشرنا، ويمرُّ اليوم بين تلاوات تصوننا، وأذكار تغفر ذنبنا، وبين دراسة نُؤجر عليها لصبرنا.. تَجمعُ وجوهنا البهيَّة رائحة الأكلات الشهية، وتدهشنا لذتها الغنيَّة، نحمدُ الله بسخية، ونجهزُ أنفسنا ونستقبل القبلة بأجواءٍ ليست عاديّة، فنصلي التراويح لنحظى باستجابةٍ منجية، ثم قيامٌ في الليل والسكونِ ويكون لنا الأفضلية.. وهكذا تمرُّ أجمل الأيام، وتنهال علينا رحمات الله من حيثُ لا ندري، من كرم لغفر لهداية، دائمًا ما يبهرني توقيتُ رمضان، أستشعرُ كيف يأتي حين تنخفض طاقة النّاس، وينتهي شغفهم وهمهم يكبر! يأتي حتى يريحنا ويعطينا أملاً بكل الأمور، ويجدد قُلوبنا ويمنحنا بدايات جديدة، بدايات نظيفة بعيدة عن كل حزن.. بُكل سنة يحتاج المرء لدفتر جديد، ينسى فيه كل قديم، ودائمًا ما تكون أول صفحة جميلة ومرتبة تمامًا مِثل رمضان، وهذا رمضان أيضاً فليكن صفحة جديدة وبداية جديدة لتغيير نفسك..

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المقالات