رُعاف التّشظي

140

سكينة خليل الرفوع/

على ورقةِ توتٍ سقطتْ في ليلةِ تصهلُ فيها زوابعُ الخريفِ ، لتزهو بها الأرضُ
، تقضمها ؛ لتتناسلَ مرةً أُخرى تُخبّىءُ فيها أحلامَ من رحلُوا وتركُوا
الغيابَ يرسمُ معالمَ آثارهم على أديمِ الأيامِ، ذاكرةٌ لا تغفو وسطَ زحامِ
الذّكرياتِ مُعلنةً تمرّدها على فوضى مستبدّةٍ تظلُّ تفتكُ باللحظاتِ المنتقاة
ِ، وحدها الذّاكرةُ
لا تراوغُ ، تختارُ ما تعشقُه بدقةِ شاعرٍ يتقنُ وصفَ أطلال مَنْ لم يكونوا
أوفياءَ للرحيلِ ، غوايةُ أطيافهم تخدعُ الوقتَ فيتماهى الزّمانُ بالمكان ِ،
تتركُ عطرَ الشّغفِ يمارسُ شهوةَ البحثِ عن فرحِ مخبوءٍ ، يباغتُ فيه شجن
يدّثرُ بالوهمِ ، يُعيدُ للعمرِ نضارته ، وللرّوحِ ألقها ؛ لتهربَ من سكراتِ
الغيابِ ….
على أنغامِ ناياتِ الحنينِ ، يدلقُ العشق قصائده فتنصهر القلوبُ الملتاعةُ
بالوجدِ ، تشتعل نيران الاغتراب ، رُعاف التّشظي يذيبُ أغشيةَ الفَؤادِ ..

عبثاً ….تنبشُ النّفسُ الهائمةُ في الذّكرياتِ، أنْ تعيدَ ربيعَ وقتٍ
تعطّرتْ بشذاه قلوبٌ طالما تعطّشتْ لذكرى مرورِه مع كُلّ نسمةِ حُبّ .

سكينة خليل الرفوع

الخميس 22 اكتوبر2020

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع