رقم ثمانية 8

370

رقم ثمانية 8

المايسة بوطيش

انت بلا معنى أيها الرقم الثمانية، تساومني في جمال أنوثتي وانا بجمالي اعطر حنايا الكون،
أتكرمني لنصف يوم، وتيتمني سنة كاملة؟

مغرور أيها الثمانية، ليس لك شأنا
في يومياتي المدللة بالحب الأزل الحافلة، وانا الجميلة في عيون الكون وليس دوني ثانية؟

قاس أيها الثمانية، أنت تدري أنني نصف المجتمع،
أسبح كنجمة في الفلك كاسية، متجلية، وفي عيون العشاق قطوف دانية؟

مخمور أيها الثمانية، تعاملني بالكيل بمكيالين، تكرم ثلة من الورد وتتجاهل الثانية،
تلك التي خلف الاسوار
تصلي وتدعو من الخشوع باكية.

تجيد اللهو والرقص على خصر الورد أيها الثمانية،
وتنام على صدره، وتثمل لطرفي عذراء لنصف يوم ثم تقسو عليهن سنة كاملة.

عاشق الورد أيها الثامنة، تنبثق من عالم العدم،
إ تكرم الورد ومشاعرك من الحب أقداحه خاوية؟
تتجاهل من لا تستهويك،
فالوردة في يدك تذبل من الإجحاف أيها الثمانية،
وما الورد إلا طوق جمال على صدر الأرض، تنبلج بجمالها شامخة متعففة راضية؟

تافه أيها الثمانية، أتتمرد على طقوس الحب والاعراف وما أنت
إلا رقما مجهولا لا يراعي الأصول
و للعهد غير راعيا.

مغرور أيها الثمانية، الورد الذي بايعك وانت في سربه مخمور، تصفق لك الأيادي الريح يدغدغ ستائر منصة بالية.

هاوي جمال الورد، ثمل لنصف يوم،
أيها الثمانية، ألا تكف عن الهزل بأنثى العز،
تكرّمُ تلك وتلك وتتجاهل تلك وتلك وكليهن من أم واحدة؟

أتظن أيها الثمانية أنك حررتهن من الأغلال، وسحرتهن بوردة
و أسرت قلوبه،
ألا تعلم أنهن ولدن أحرارا من بطون أمهاتهن، أيها الثمانية.

ساذج أيها الثمانية، أتهدي وردة لوردة وهن ورود جميلات خلقنا
لو علمت ما يخفي الورد من وجع ،
وما يكبت بين أضلعن وكم من دمعة تخفين بين اهدابهن، لما جازفت أيها الثمانية ؟

كذبة ذي ضجيج صاخب أنت أيها الثمانية،
وما مرورك إلا مرور الكرام، وها أنت ترحل تاركاهما يتخبطن في جروحهن.

ألم تخجل وانت تستشعر رعشة أيديهن، وانت تهديهم وردة وهنّ غصبا عنك ولدن ورودا، أيها الثامنة،
ايها الثامنية،
ايا سارق الورد من وجنتي، ما انا إلا وردة من رحم الورد.

المايسة بوطيش، عين البنيان الجزائر

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع