رؤية .مترجمة عن الشّاعر الفرنسيّ ألفريد دي موسيه
للشّاعر الفرنسيّ،ألفريد دي موسيه
تعريب : محمد الصالح الغريسي
أوّل ما لمحت فيَّ، أشباحا غريبة
تجرّ ثيابا طويلة.
لست أدري إن كانت نساء أم ملائكة
أثوابها كانت تغمرني بأهدابها الجميلة
المزدانة بالّؤلؤ و الياقوت
كما تُقطع درعٌ بشفرة حادّة
كما يَقْطع البحّار الجَْسور
الخليج الأزرق الّذي ينفلق تحت مجدافه،
هكذا كانت فساتينها الذّهبيّة بخطوطها الملتهبة
تقطع اللّيل البرونزيّ
كانت تطير ..وكانت ستارتي،ذلك الشّبح القديم الماثل كحارس
كانت تراها و هي تمرّ
بعيونها المخمليّة ذات الحدقات البرّاقة
كنت أسمع حفيف ريش أجنحتها
الّتي لا مسني للتوّ.
كانت تطير..لكنّ السّرب ..ذا الطّلاءات المعلّقة
أرواحا متقلّبة
كانت تقفز فجأة،ثمّ فجأة تتوارى
هاربة في ظلام اللّيل؟،كسهم لا يدرك
يهرب في السّماوات
كانت تطير..و كنت أرى فروها الأسود
حيث كان الأبنوس يبكي جداول من دموع،
يداعبني ..بلمساته الطّويلة
بينما ،من قبلة واحدة ، كنت أحسّ بالاحتراق
حتى النّخاع
يا أيّها الإله القدير،لقد رأيت متطوّعات ناشطات خائفات
يمتن تحت لذع الشّمس
رأيت سيقانا جميلة،لحوريّات لاجئات
رأيت نهودا متوهّجة لحوريّات الغاب الحرونة
ذوات الأفخاذ القرمزيّة
لا شيء..لا شيء يعدل هذه القبلة الشّهيّة المقدّسة
الأندى من الصّبح
الأصفى من نظرة عين أندلسيّة
و الأحلى من حديث امرأة آسيويّة
ذات شفاه حريريّة.
آه..كائنة من تكونين،كوني في رأسي
ظلالا منحنية بأجساد عائمة
دعيني،آه..دعيني أمسكك في حضني
و أرتشف في قبلاتك حبّا أخرق
قطرة قطرة و لأمد طويل
آه..تعالي نضع في مخدعك الحريريّ
مصباحا فضّيا
تعالي فاللّيل حزين و المصباح جذلان
شقراء أم سوداء ،تعالي، لا مبالية أم ضاحكة
بقلب ساذج أم متغيّر
تعالي سنسكب في فراشي الورود
فالعطور طيّبة
و السّلطانة تعطّر فمها في المساء
عندما تتأهّب لنزع فستانها و نعلها الخفيف
لتذهب إلى فراش لها من قصب
وا حسرتاه..السّماء بخيلة علينا باللّيالي الجميلة
بخلها بالأيّام السّعيدة
ما أن تسمعي قيثارة ” فرّاري” تـئـن
و تحت الأصابع الإلهيّة ترفّ القيثارة
تعالي إليّ يا حبّي الكبير
لكن لا شيء يدوم أكثر من الظلّ البارد و العاري
حيث تنهار الحواجز
إنّي أسمع أغاني تصرخ ،كطفل و هو يُقْتَل
و القمر وهو هلال،يقصّ في الشّارع ،زوايا البيوت
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.