ذكرى في محرابي

194
ذكرى في محرابي
حشاني زغيدي

 

· في مكاني المفضل، الذي أجد في ذاتي، كنت أقضي أجمل أوقاتي، كنت أعيش أسعد أيامي، بين جنبات صحنه كنت أجد نفسي الشاردة، كنت أجد ريح المكان يشدني، يرتقي روحي فتطوف بين أركانه، حيث الخشوع و السكينة.

· كان للمكان روح خاصة، حين يستبشر المكان طربا بوجودي، أتسمع فيه أصوات التسابيح، في سكون، تخرج الكلمات مرتعشة، من أفواه مبتهلة، أسمع تلك الكلمات الرطبة اللينة ، أسمعها من شيخ يجلس بجانبي، يترطب لسانه ذكرا و دعاء، فتسبح النفس في الأفق ، و ذاك يحمل مصحفه يتغنى بٱيات القرٱن ،يرتله بخشوع.

· فتزيد نكهة تأملي و تدبري، و أنا أحبس أنفاسي أتسمع روائع صنع الله، في كتابه المكتوب، فأجالس الٱيات، فتهزني ، تحملني في شوق إلى رحاب التوحيد ، و ٱيات تداوي جروح نفسي فتهذبها و تزكيها.

· و تزيد المتعة في مكاني المألوف حين يرتفع صوت الآذان من المٱذن معلنا ” حي على الصلاة ” فيزيد شوق الوصال ، و يزيد الشوق الصلة بالسماء في رحاب التكبير، و الركوع، و السجود ، و القراءة و الدعاء، يحصل كل ذلك في لحظات شوق، لا أريد أن تنقطع لحظاتها ، لكن متعة تلك الاستراحة الربانية ، ما تلبث أن تنهي لحظاتها الجميلة بالتشهد و الدعاء، ليكون ختام ذلك اللقاء سلام و رحمة و بركة .

· و تظل تلك النفحات تتجدد مع فيض ذاك المكان المفضل، فهو بيت المؤمن، هو بيت التقى ، هو بيت الارتقاء ، إنه مسجدي الذي تشدني إليه الروح رغم الضعف
و التقصير .

الأستاذ حشاني زغيدي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر المواضيع