حَرْبًا خَاسِرَهُ
هَلْ لِي بِرُوحٍ جَدِيدَةٍ
لَمْ تَعُدْ هَذِهِ الرُّوحُ قَادِرَةً عَلَى مُجَابَهَةِ هَذَا الزَّمَنِ، لَقَدْ دَامَتْ دَهْرٌ فِي حُطَامِ الْحَرْبِ وَالْوَجَعِ وَالدِّمَاءِ.
دَامَتْ دَهْرٍ فِي الْخَوْفِ مِنْ الْمُسْتَقْبَلِ، لَا كَانَ الْخَوْفُ مِنْ الْوَاقِعِ وَالْخَوْفُ مِنْ الْحَيَاةِ وَ مِنْ الشَّتَاتِ وَالضَّيَاعِ وَالْاعْظَمِ كَانَ النَّدَمُ.
النَّدَمُ وَلِيدُ الذِّكْرَيَاتِ ، مُحْرِقًا لِرُوحِ كَاسِيًا النَّفْسِ بِالِاوْجَاعِ
دَامِيًا لِلْقَلْبِ ، مُحَطِّمًا لِلِافِرَاحِ، عَازِفًا عَلَى أَوْتَارِ الْحَيَاةِ لَحْنًا حَزِينٍ.
النَّدَمِ يَأْكُلُ الْعَقْلَ وَيُفْتِتُ السَّعَادَةَ وَيُنْهِي الْعَلَاقَاتِ
يَبْنِي جِدَارَ الْعُزْلَةِ عَنِ الْعَالَمِ فَيَحْبِسُ النَّفْسَ وَيُحَاصِرُ الذَّاكِرَةَ٬
يُذِيبُ الْإِنْسَانَ وَيُفْنِي الْعُمْرَ
فَهَلْ لِي بُرُوحًا جَدِيدَةً.